شاركتم في الندوة الافتراضية رفيعة المستوى التي نظمها المغرب يوم الثلاثاء بالأمم المتحدة حول "دور الزعماء الدينيين في مواجهة تحديات جائحة كوفيد 19". ما هي الأهمية التي يكتسيها موضوع الندوة؟
" لقد اتخذت المملكة المغربية وسفيرها لدى الأمم المتحدة ، عمر هلال ، مبادرة عاجلة وضرورية للغاية باستدعاء الأمين العام و وكالتين رئيسيتين للأمم المتحدة تعنيان بقضايا الحوار بين الثقافات والأديان من أجل الوقوف على الدور الضروري والأساسي للقادة الدينيين.أعتقد أن هذا يندرج ضمن تقاليد وإرث المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في التأكيد على أهمية الاحترام المتبادل و تهيئة الظروف المواتية لتفاهم أفضل بين مختلف الثقافات والأديان.
هذه الندوة تأتي في لحظة مفصلية من الأزمة المرتبطة بوباء كوفيد 19 ، بمعنى أن المملكة المغربية نجحت في إبراز بعد لم يتم تناوله إلا مؤخرا من قبل قلة من الهيئات ، وهو الأمر الذي عكسته مشاركة أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في هذه الندوة التي أظهرت أهمية الجانب الديني في الخروج من الأزمة".
إلى أي حد سلطت هذه الندوة الضوء على أهمية البعد الديني في أزمة كوفيد-19؟
"بصفتي الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ، عملت بشكل وثيق مع المملكة المغربية على إطلاق هذه المبادرة والتواصل مع مختلف الزعماء الدينيين. وتأتي مبادرة السفير عمر هلال في سياق بالغ الاهمية سيسمح لنا بمواصلة العمل مع القادة الآخرين وممثلي الأديان في أفق اللقاء الذي سيجمعنا في إطار القمة العالمية لتحالف الحضارات بفاس في نهاية العام . سننكب على تقييم النتائج الملموسة لهذه المبادرة التي أطلقتها المملكة المغربية واقترحتها على الأمم المتحدة".
ماهو برأيكم السبيل الذي يمكن أن يهتدي به المنتظم الدولي للتغلب على جائحة كوفيد-19؟
" ما أشدد عليه في المقام الأول هو التضامن العالمي. إنها المرة الأولى التي نواجه فيها أزمة تسائل البشرية جمعاء (...) الأمر لايتعلق بأزمة صحية فحسب ، بل بأزمة اقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية أيضا ، بمعنى أنه يتعين علينا معالجة تعقيدات الواقع لكي نستطيع معانقة عالم أفضل.
من وجهة نظري ، هذا هو الأهم ، لأن الحلقة الرئيسية في الأزمة هي المواطن، والكائن البشري. وأعتقد أنه مالم نقر بمركزية الإنسان في هذه الأزمة ، فلن نتمكن من التوصل إلى إجابات للتحديات المختلفة التي تفرضها علينا جميعا".