واستفاد 48 طفلا من مراكز حماية الطفولة على مستوى خمس عمالات وأقاليم من جهة فاس مكناس، فضلا عن الرشيدية، من عملية توزيع لوحات الكترونية مزودة بالربط عبر شبكة الأنترنيت قصد تمكينهم من متابعة دراساتهم عن بعد.
كما تم إطلاق عملية ثانية تهم توزيع قفف من المواد الغذائية ومواد للعناية بالنظافة، وكذا قسائم شراء، لفائدة أسر الأطفال والشباب المعنيين بالبرنامج في هذه الجهة.
ويندرج البرنامج الذي يرفع شعار "الطفل، الآن" في سياق العفو الملكي الذي استفاد منه 6000 من نزلاء المؤسسات السجنية كما يأخذ بعين الاعتبار مبادرة السلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة المتعلقة بتفعيل الاجراءات البديلة للإيداع لفائدة أزيد من 300 طفل من نزلاء مراكز حماية الطفولة، من خلال وضعهم قيد عناية أسرهم، وذلك في إطار التدابير الاحترازية التي أقرتها الدولة المغربية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وقال منسق مركز المواكبة وإعادة الادماج بفاس، خالد الأزمي، إن العمليتين تشملان 48 طفلا ينتمون الى مراكز حماية الطفولة في فاس، إفران، مكناس، تاونات، مولاي يعقوب، وكذا الرشيدية مضيفا أن الهدف من البرنامج يكمن في تأمين تتبع سيكولوجي واجتماعي لهؤلاء الأطفال وتعزيز الوسائل البيداغوجية الموضوعة رهن اشارتهم لمتابعة الدراسة.
وأبرز أن هذه العمليات تندرج ضمن آلية تفاعلية للمصاحبة والتتبع عن بعد "ألو مصاحبة"، تشكل ركن البرنامج المندمج وتتمحور حول منصة تفاعلية للمصاحبة عن بعد لفائدة الأطفال المستفيدين، بغرض الاستجابة لحاجياتهم من المواكبة الاجتماعية والتوجيه البيداغوجي والصحي والدعم المدرسي.
وأشار الأزمي الى أن عملية توزيع اللوحات الإلكترونية والمواد الغذائية وقسائم الشراء ستتواصل بباقي المدن المعنية، في احترام لتوجيهات السلامة الصحية التي تفرضها السلطات المحلية.
ونوه عدد من المعتقلين والأطفال المستفيدين بأهمية هذه المبادرة التي ستمكن شريحة من المجتمع المغربي من الاندماج مجددا في الوسط المدرسي، الاجتماعي والمهني.
وفي هذا الإطار، تمت تعبئة أربع خلايا عبر المملكة لتقديم خدماتها، وتتكون من مرافقين اجتماعيين، منتدبين للحرية المراقبة، وأخصائيين نفسانيين وأطر طبية ومربين.
ويندرج هذا البرنامج متعدد الوظائف والخدمات، الذي صيغ بشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بدعم من الاتحاد الأوروبي في إطار الدور التنسيقي الذي تضطلع به المؤسسة على مستوى القطاعات والفاعلين المعنيين بتنزيل الرؤية الملكية.
ويروم تأمين اندماج سوسيو اقتصادي لقدماء النزلاء بالمؤسسات السجنية ومراكز حماية الطفولة، مع الحرص على المصلحة العليا للطفل.
هكذا، وبالنظر الى الظرفية الحالية وتطبيقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا المجال، قامت مؤسسة محمد السادس بتفعيل برنامجها بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجمعية المغربية للأخصائيين النفسانيين السريريين، وبدعم تقني من (ويب هيلب المغرب)، قصد مصاحبة عن بعد لهذه الفئة من المواطنين، أخذا بعين الاعتبار سنهم ووضعهم القانوني.
وتتطلع هذه المصاحبة الى تأهيل أفضل للمستفيدين انسجاما مع قيم المواطنة وفي إطار الحرص على توفير الشروط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية الملائمة لتسهيل مسلسل الاندماج في المجتمع.
ويشمل البرنامج جملة من خدمات المصاحبة والتوجيه والاستشارة لفائدة أطفال مراكز حماية الطفولة (308) الذين استفادوا من بدائل الإيداع وسلموا الى أسرهم، سواء بشكل مؤقت أو نهائي، وكذا للقاصرين أقل من 18 سنة ممن استفادوا من العفو الملكي (38).
ويتيح البرنامج ولوج المضامين التربوية والبيداغوجية الرقمية من خلال تمكين الأطفال الممدرسين من لوحات الكترونية تسمح لهم بمتابعة الدروس عن بعد، وتوفير آلية للدعم النفسي لفائدة الأطفال المستفيدين وأفراد أسرهم، بواسطة مجموعة من الأخصائيين المتطوعين.
كما يروم البرنامج تقديم الدعم لأسر الأطفال المستفيدين من مواد غذائية وأخرى للعناية بالنظافة وتأمين مواكبة اجتماعية وبيداغوجية عن بعد للأطفال بواسطة مساعدين اجتماعيين تابعين للمؤسسة ومتدخلين آخرين تابعين لوزارة الثقافة والشباب والرياضة في أفق تفادي حالات العود والجنوح.