وأوضح السيد الزياني ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في الشأن الاجتماعي ، يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لوضع تصور شامل حول التغير الاجتماعي وكيفية التعايش بين الأفراد والمجتمعات بناء على الوقائع والأحداث التي عرفتها المجتمعات قبل وخلال الجائحة.
وفي المجال الاقتصادي ، يضيف الأستاذ الجامعي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على توفير معطيات وتقديم مؤشرات حول المنظومة الاقتصادية المرتقبة وحول كيفية تشكل تكتلات عالمية جديدة ، وكيفية تأقلمها مع التغيرات التي عرفتها الأقطاب الاقتصادية العالمية الحالية .
وفي القطاع الصحي ، اعتبر الباحث أن الذكاء الاصطناعي يضطلع بدور كبير في الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد من خلال تتبع الأشخاص المصابين والتنبؤ بكيفية انتشار الوباء ، والتشخيص المبكر ، فضلا عن الإنذارات المبكرة .
وسجل أنه من خلال توفير "بيانات ضخمة موثوقة " وآليات للتخزين والبحث وأمن النظم سيتمكن الباحثون من وضع استراتيجيات بعيدة المدى وتسخير العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق أهداف محاصرة الأوبئة والتقليل من خطورتها وأضرارها على المجتمع.
وأشار في هذا الصدد ، إلى أن فريقا مكونا من أساتذة باحثين بجامعات عبد المالك السعدي، ومحمد الخامس، وابن طفيل ، ومختصين في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل النظم والبيانات الضخمة ، بصدد تطوير مشروع يهم التنبؤ بكيفية انتشار الوباء وتحديد البؤر الخطيرة وأيضا التنقلات الآمنة عبر مجموعة من التطبيقات الذكية .
وأكد السيد الزياني على ضرورة اعتماد سياسة نموذجية تنبني على تسخير البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وذلك عبر تطوير وتحديث المنظومة التربوية وتقوية روح الإبداع والابتكار خاصة في أوساط الشباب.
وأبرز في هذا الصدد أهمية نشر التكنولوجيا واعتماد تطبيقاتها ، لاسيما التكنولوجيا الناشئة المرتبطة بالتقنيات الرقمية المعلوماتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي ، وذلك بغية إعداد فئة واسعة من الكفاءات والطاقات التي من شأنها النهوض بالقطاعات الحيوية في المملكة.
ولمواكبة تطورات العصر ورفع تحديات المستقبل ، حث الباحث على الاهتمام أكثر بالذكاء الاصطناعي الذي حقق تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل بروز خوارزميات جديدة مبتكرة مكنت من تطوير العديد من الآلات الذكية التي تقوم بأعمال مختلفة بدلا عن الإنسان وبدقة متناهية.