كما تعد هذه الذكرى مناسبة للاحتفاء برجال ونساء القوات المسلحة الملكية الذين يسهرون على تنفيذ المهام النبيلة التي أحدثت لأجلها هذه المؤسسة بتاريخ 14 ماي 1956، سواء منها الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث، أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام في عدة مناطق من العالم.
وفي هذه الذكرى السنوية، يتم كذلك استحضار تبصر جلالة المغفور له محمد الخامس الذي سارع إلى تزويد المغرب، بعيد حصوله على الاستقلال، بجيش مهني، وكذا حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على تحديث تنظيم القوات المسلحة الملكية وتعزيز تسليحها، فضلا عن إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير قدراتها وتعزيز مواردها البشرية لتواكب التطور التكنولوجي والعلمي بالعالم.
واليوم، تشكل القوات المسلحة الملكية فخرا لجميع المغاربة، وحلقة أساسية للوحدة الوطنية، وسفيرا مشرفا للقيم الأصيلة للمملكة في أي مكان يدعو الواجب فيه عناصرها.
وبالفعل، تشكل مساهمات تجريدات القوات المسلحة الملكية في إطار عمليات حفظ السلام عبر العالم أبرز تجسيد لانخراط هذه المؤسسة العسكرية لفائدة قيم السلام والأمن والتضامن في العالم.
وفي هذا الإطار، تواصل التجريدات العسكرية المغربية الاضطلاع بمهامها في إطار هذه العمليات بالكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، دون إغفال الجهود الموصولة التي تبذلها أطقم المستشفى الميداني العسكري في الزعتري بالأردن لفائدة اللاجئين السوريين.
من جهة أخرى، ستظل سنة 2020 من دون شك مميزة باعتبارها سنة الخدمة العسكرية ومكافحة فيروس كورونا المستجد، الجائحة التي هزت العالم بأسره وتسببت في العديد من الخسائر في الأرواح وكانت لها تأثيرات سلبية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وهكذا، لم تدخر القوات المسلحة الملكية جهدا لتجعل من الخدمة العسكرية للشباب الذين تم استدعاؤهم لها، ذكورا وإناثا، مناسبة ملائمة للاستفادة من تكوين مهني ملائم سيساعدهم على الاندماج في النسيج الاجتماعي، حيث وفرت جميع البنيات التحتية الضرورية وأطر التدريس والموارد البيداغوجية من أجل ضمان نجاح هذه العملية التي تم إطلاقها بمبادرة من صاحب جلالة الملك محمد السادس.
وفي إطار الحرب ضد فيروس (كوفيد -19)، العدو المجهري الذي اجتاح العالم بأسره، تقدمت القوات المسلحة الملكية إلى واجهة المعركة بأمر من جلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الذي أعطى تعليماته السامية بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة هذا الوباء، وذلك منذ طهور أولى حالات الإصابة بعدوى الفيروس بالمغرب.
وفي هذا السياق، تم إحداث المستشفيين الميدانيين العسكريين بالنواصر وبنسليمان اللذين تمت إقامتهما في ظرف قياسي. كما التحق الطب العسكري بصفوف الأطقم الطبية في العديد من المستشفيات المدينة لمكافحة الفيروس.
هكذا إذن، ستظل ذكرى 14 ماي من كل سنة مناسبة متجددة للاحتفاء برجال ونساء منخرطين بشجاعة وبنكران ذات في مراقبة وحماية الحدود البرية والبحرية والجوية للمملكة، والسهر على سلامة وطمأنينة الشعب ومؤسساته.