وقد بدا واضحا أن مخيلة صناع الأخبار الزائفة في زمن كورونا ليس لها حدود، حيث همت هذه الأخبار الزائفة، من بين أمور أخرى، الإعلان عن اعتماد سنة دراسية بيضاء، والإعلان عن نجاح جميع تلاميذ المدارس، وحدوث عمليات نهب في عدد من الأسواق الممتازة أو المحلات، وعزل أحياء أو حتى مدن بأكملها بسبب تفشي الجائحة، وتخصيص مساعدات مالية لمؤسسات التعليم التابع للقطاع الخاص بل وللخيول أيضا.
وإذا كانت التفاهة لا تقتل، على الأقل ليس مثل فيروس كوفيد-19 ، فقد روج بعض "المهرجين" لأدوية تقليدية مستحضرة من الثوم أو ورق شجر الأوكاليبتوس، على أساس أنها علاج فعال ضد مرض كوفيد -19، كما لو أنهم يسخرون من دواء الكلوروكين والأعمال البحثية للبروفيسور الفرنسي المحترم ديديي راوولت.
آخرون قدموا توصيات تثير بدورها السخرية من قبيل تعقيم الكمامات الواقية في الفرن (الميكروويف) لمدة دقيقتين، وتناول مشروبات كحولية للوقاية من المرض، ورش البدن بمادة الكلور، واستهلاك القهوة.
وكان من الأخبار الزائفة الأكثر إثارة للاستغراب، الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام يفترض، إلى حد الآن، أنها جادة وتورطت في الترويج له رغما عنها، والذي يدعي أن عناصر من المديرية العامة للأمن الوطني بمدينة تيفلت منعوا طاقما صحفيا من قناة الأمازيغية من تصوير مادة إعلامية بمناسبة شهر رمضان، وأنهم عرضوا أفراده لاعتداء جسدي ولفظي.
وتدرك وكالة المغرب العربي للأنباء جيدا أن الأخبار الزائفة ظاهرة عالمية تنتشر بسرعة ولا يمكن إيقافها. كما تدرك أن هؤلاء "المهرجين" الذين يوجدون بيننا، والمختبئين وراء الشاشات دون كشف هوياتهم، لا يستريحون أبدا. ولكن مثل هذا القدر من الأخبار المختلقة، والتي يتم ترويجها دون أدنى شعور بتأنيب ضمير، يستدعي بالفعل طرح سؤال بخصوص الصحة العقلية لأصحابها. وسيكون على علماء النفس يوما ما أن ينكبوا على حالة هؤلاء ممن يمكن وصفهم ب"مشعلي الحرائق في نسختهم الثانية"، لعل أبحاثهم تؤسس لفرع جديد من فروع العلاج النفسي.
وإلى أن يحين ذلك، فإن وكالة المغرب العربي للأنباء تتعقب يوميا جرائمهم، وتفضحها على نشرتها وعلى جميع منصاتها، وتدعوهم إلى التحلي بحس المواطنة لوضع حد لأفعالهم، هذا إذا كان ما يزال للمواطنة معنى بالنسبة لهم.