وتشكل هذه الذكرى مناسبة يستحضر فيها الشعب المغربي الاحتفالات البهيجة التي أعقبت الإعلان عن ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بدءا بإطلاق المدفعية 101 طلقة احتفاء بالمولود السعيد، والتدفق التلقائي للمواطنين على ساحة المشور السعيد بالقصر الملكي بالرباط لمباركة هذا الحدث الكبير، وصولا إلى حفل العقيقة الذي أقيم في 15 ماي 2003 وتم الاحتفال به في كافة مدن المملكة.
وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ، وتجسيدا لاستمرارية العرش واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.
وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، المجسدة في شعار المملكة "الله الوطن الملك".
ولذلك، فإن الاحتفال بهذه الذكرى يجسد أروع صورة لتمسك الأمة، على اختلاف مكوناتها، بمبدأ الوفاء للعرش العلوي المجيد والحرص على استمراريته، من خلال نظام التوارث والبيعة الشرعية لملك البلاد، أمير المؤمنين حامي حمى الوطن والدين.
والواقع أن الاحتفال بهذه الذكرى السعيدة ما هو إلا تأكيد على ما لمؤسسة ولاية العهد من أهمية جليلة داخل أركان الدولة ونظام الحكم، ذلك أن ولاية العهد تعد من النظم الإسلامية العريقة، حيث تتلخص مقاصدها الشرعية في التأكيد على ضمانة استمرار الدولة في شخص الملك واستمرار مقومات الدين في شخص أمير المؤمنين.
كما تتمثل الأهمية الكبيرة التي تحظى بها مؤسسة ولاية العهد من خلال الحرص الموصول على تنشئة سموه في ظل أحسن الظروف ووفق برامج مخصصة للتربية والتكوين.
وتشكل مشاركة الشعب المغربي الأسرة الملكية احتفالها بهذا الحدث السعيد، عربونا على أواصر التلاحم والترابط التي ظلت على الدوام تجمع العرش بالشعب، وتأكيدا على تعلق هذا الأخير بقائد الأمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله، ضامن وحدة البلاد وتماسكها واستقرارها وتطورها ونموها، وذلك بفضل الجهود التي ما فتئ جلالته يبذلها من خلال الأوراش الكبرى المفتوحة على جميع الأصعدة، لبناء مغرب الغد على أساس المشروع الملكي الديمقراطي الحداثي.
وقد شهدت السنة المنصرمة (8 ماي 2019 - 8 ماي 2020) حضورا لافتا لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن في عدد من المناسبات تأكيدا لاستمرارية المغرب في ظل توحد العرش والشعب.
ففي 30 شتنبر 2019 ، مثّل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن في باريس، صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المراسيم الرسمية لتشييع جثمان الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك التي أقيمت في كنيسة سان سولبيس.
كما حضر صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن في قصر الإليزيه، خلال نفس اليوم، مأدبة غداء أقامها رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون على شرف رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا المراسيم الرسمية لتشييع جثمان الرئيس الراحل جاك شيراك.
وفي 22 شتنبر 2019 ، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بحلبة المدرسة الملكية للخيالة بتمارة، حفل تسليم الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للمباراة الرسمية للقفز على الحواجز.
وبأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استقبل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في 22 غشت 2019 بقصر الضيافة بالرباط، الأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة الـ12 للمخيم الصيفي، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، رئيس لجنة القدس.
وفي 28 يونيو 2019 ، مثّل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإقليم الفحص -أنجرة (جهة طنجة -تطوان -الحسيمة) في حفل إطلاق العمليات المينائية لميناء طنجة المتوسط 2، وهي منصة ستمكن من تحويل المركب المينائي طنجة المتوسط إلى ميناء رائد، وأول قدرة مينائية بالبحر الأبيض المتوسط.
وبأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في 26 يونيو 2019 بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا بالقنيطرة، حفل تخرج الفوج الـ19 للسلك العالي للدفاع والفوج الـ53 لسلك الأركان.
وبتاريخ 14 ماي 2019 وبأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بنادي الضباط بالرباط، مأدبة فطور-عشاء أقامها جلالة الملك بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية.
وهكذا فقد أضحت ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها، وتجدد بالمناسبة آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.