وكتب الرباني في مقال بعنوان "النموذج المغربي لمواجهة كورونا محط إعجاب وإشادة دولية"، نشرته، صحيفة (الوئام) الإلكترونية الموريتانية، اليوم الأربعاء، أنه وبتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبإشراف مباشر من جلالته، تم طرح هذه المقاربة، الشاملة ومتعددة الأبعاد، واعتماد تطبيقها بمجرد تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في المملكة، مطلع شهر مارس الماضي.
وأوضح أن المقاربة المغربية تشمل الجوانب الصحية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مشيرا إلى أن السلطات بادرت باتخاذ خطوات استباقية، تمثلت في إغلاق الحدود البحرية والجوية، والمؤسسات التعليمية والمساجد والمطاعم والمقاهي، ومنع التنقل بين المدن، ثم تطبيق حالة الطوارئ الصحية، مع فرض الحجر الصحي الكلي بربوع المملكة.
وأضاف "ولأن القطاع الصحي يعتبر رأس الحربة في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، فقد عزز المغرب منظومته الصحية الوطنية، سواء على مستوى الرصد واليقظة أو على مستوى رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات"، مسجلا أن المصالح الصحية في المملكة عملت على توفير الرعاية اللازمة ومرافق الانعاش الكافية لاستقبال المرضى في أحسن الظروف الممكنة، فضلا عن اقتناء أجهزة متطورة لكشف الفيروس في وقت وجيز.
وأشار إلى أنه تم أيضا تجنيد المصالح الأمنية والسلطات الإدارية المحلية للسهر على احترام تطبيق الحجر الصحي الكلي بجميع جهات المملكة.
وتابع أنه على مستوى التصدي للتداعيات الخطيرة ومتعددة الأوجه لهذه الجائحة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فقد تم اتخاذ حزمة من المبادرات التي كان لها الاثر الايجابي على اقتصاد المملكة وعلى حياة الناس، مبرزا أنه وبفضل الاستجابة الواسعة للمساهمة في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا، الذي أطلقه جلالة الملك، تم جمع مبلغ 32 مليار درهم، أي ما يعادل 3 ملايير أورو.
وقال الكاتب الصحفي الموريتاني إن قطاع النسيج قام هو الآخر بإنتاج الكمامات الطبية التي تحترم معايير الجودة العالمية، حيث تجاوز معدل الإنتاج اليومي للكمامات 7 ملايين وحدة. كما تم إنتاج المعقمات الكحولية بالكمية اللازمة التي تغطي حاجيات المغرب الداخلية، وبذلك تمكنت المملكة في وقت وجيز من تصدر طليعة الدول المنتجة والمصدرة لهذه المستلزمات الطبية.
وذكر بأنه مع بداية انتشار الفيروس في معقله الأول في الصين، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية بإجلاء الطلبة المغاربة العالقين بمدينة ووهان الصينية، مؤكدا أن الوضع الداخلي، المجند لمنع انتشار (كوفيد- 19)، لم يشغل المملكة عن رعاياها في الخارج، حيث جندت وزارة الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بعثاتها الدبلوماسية من سفارات وقنصليات، لدعم المواطنين المغاربة العالقين بالخارج، والتكفل بهم ماديا ومعنويا، في انتظار عودتهم إلى أرض الوطن.
وخلص الرباني إلى القول إن هذه المقاربة "هي ثمرة اهتمام العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بسلامة وطنه وصحة مواطنيه، في ظل جائحة حيرت العالم وضربت العديد من منظوماته الصحية الراقية في الصميم".