1- يتزامن شهر رمضان هذه السنة مع ظرفية تتسم بانتشار وباء "كوفيد"، هل أعد المجلس العلمي بجهة بني ملال- خنيفرة، برامج عمل وأنشطة دينية واجتماعية مختلفة تراعي خصوصيات هذا الشهر الفضيل من جهة وطبيعة الظرفية الحالية من جهة أخرى ؟ ما الذي سيميز برنامج عملكم في هذه المجالات هذه السنة ؟
+منذ بداية الوباء سطر المجلس المجلس العلمي المحلي ومجالس الجهة، مثل باقي المجالس على الصعيد الوطني وبتوجيه من الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى، خطة عمل موازية بعد قرار إغلاق المساجد وفرض حالة الحجر الصحي. تستند إلى استثمار كل إمكانات التواصل عن بعد تفاديا لتوقف الأنشطة. واستعدادا في الوقت نفسه لمواكبة شهر رمضان الفضيل بما يناسبه من توجيه وتأطير. فمن الأنشطة المستمرة عبر هذه القنوات:
ـ برامج للتحفيظ عن بعد خصوصا في صفوف النساء.
ـ حصص الوعظ والإرشاد المنجزة من طرف المرشدين والمرشدات للرجال والنساء.
ـ تواصل الأئمة المرشدين الدائم مع القيمين الدينيين في دوائر التعيين، مواكبة لأحوالهم الصحية واستئنافا لحصص التكوين والتأطير العلمي معهم عن بعد.
ـ عقد المرشدين والمرشدات للقائهم الإداري الشهري الخاص في موعده المعتاد، لبرمجة المهام وتقويم الإنجاز، باستثمار تقنية التواصل الجماعي عن بعد.
ـ متابعة انتظام رفع الآذان في سائر المساجد.
ـ العمل الاجتماعي المواكب وتجلى في تقديم مساعدات عينية لأكثر من 300 أسرة معوزة على صعيد الإقليم فقط.
ـ حلقات إرشاد وتوجيه عامة بدأ بثها منذ بداية الجائحة على صفحة المجلس العلمي المحلي ومجالس الجهة، للتوعية بما يجب التزامه من توجيهات الجهات المسؤولة صحية وأمنية، واعتبار ذلك مسؤولية دينية وواجبا وطنيا.
ـ بالنسبة لعموم المواطنين، يبقى الأئمة المرشدون والمرشدات، والأعضاء بالمجلس وخلية المرأة،رهن إشارتهم في أي توجيه أو استفسار.
2-تضطلع المجالس العلمية بأدوار توجيهية وتربوية وتكوينية وإرشادية وتأطيرية في المجال الديني، والاجتماعي؟ نود أن تسلطوا الضوء على هذه الأدوار ، خاصة في مجالات التحسيس والتوعية الدينية والصحية لمحاربة انتشار هذا الوباء الفتاك ؟
+مع حلول شهر رمضان المبارك، أتوجه أولا بالتهنئة للجميع على حلول هذه الأيام المباركة، ونخص مولانا أمير المؤمنين ، بالدعاء له بمزيد من الحفظ والتوفيق والنجاح في حسن تدبير هذه المرحلة، وقد قطعت شوطا هاما في اتجاه بر الأمان بإذن الله. وأن يجزي الله خيرا كل الجنود المجندين لخدمة الوطن، في الصحة والأمن والوقاية المدنية والنظافة والتعليم والإعلام...وغيرهم.
من جهة أخرى، فأحكام الصيام معروفة للناس والرخص فيه كذلك واضحة لهم، ولا ينبغي التلبيس على الناس والتشويش عليهم في ذلك. فالإسلام منذ كان دين يسر ورفع للحرج والمشقة وليس جالبا لهما، دين ضد كل أشكال التنطع والتشديد على النفس والغير. ولهذا فلا معنى لقول من يريد أن يجعل الناس جميعا تصوم، ولا لقول من يريد أن يجعل الناس جميعا تفطر.
ففي الدين تكليف للقادرين وترخيص للعاجزين، والعجز يحدده أهل الاختصاص فيه بالنسبة للمصابين أو المتوقع إصابتهم. ولهذا فمن كان مصابا أو في حكم المصاب ومُنع من الصوم فلا يحل له الصوم وإلا كان آثما وليس مأجورا، لأنه حينها سيكون متسببا في هلاك نفسه وذلك محرم شرعا. ولهذا كما نرفض التشديد على الناس باسم الدين، نرفض التشويش عليهم من دعاة التحلل من أي التزام ديني. حتى إن بعضهم اقترح تأجيل رمضان، وهذا من الجهل الذي لو لزم أصحابه الصمت لقل التشويش على الناس، فكل العبادات موقوتة بوقتها، صلاة وحجا وصوما، وتخضع لأحكام الأداء أو القضاء أو السقوط عند العجز وغير ذلك.
+ 3-ما هي النصائح والإرشادات التي يمكن أن توجهوها لعموم المواطنين في هذا الشهر الفضيل من أجل صيام يراعي خصوصية هذا الشهر الكريم ويحقق مقاصده وغاياته الشرعية والصحية في آن خصوصا في ظرفية انتشار هذا الوباء الفتاك؟
+ إن المجلس العلمي الأعلى الذي يرأسه أمير المومنين، من مهامه الكبرى حماية وصون تدين المغاربة، هذا التدين الذي هو محل إجماعهم ومناط وحدتهم واستقرارهم عبر التاريخ، والذي اختاروا له اختيارات مذهبية كلها توسط واعتدال، ويسر وسماحة ورعاية للمصالح، حيث استمر مع مشيخة علماء المغرب وحكامهم وسلاطينهم إلى اليوم. ولهذا استطاع المغرب ولله الحمد أن يدرأ عن نفسه الفتنة في الدين التي جَرَّت غيره من البلدان إلى صراعات ونزاعات كثيرة لم يبق معها أمن ولا استقرار فكيف بالتنمية والازدهار؟ تم الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، تسهر بدورها على التنزيل العملي لمقتضيات التدين المغربي في ظل تلك الثوابت المؤطرة والظهائر والمذكرات الموجهة، في مختلف الأنشطة الدينية والثقافية والاجتماعية والتربوية والتواصلية...وغيرها، بتنسيق وتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمندوبيات الجهوية والإقليمية الممثلة لها، ومع مؤسسات المحيط المختلفة.
ولا يخفى طبعا على كل متتبع، أن هذه المرحلة من الرعاية والهيكلة والمأسسة للحقل الديني، في التكوين العلمي للباحثين والأطر، والتأهيل الديني للقيمين، هي ما جعلت لهذا النموذج تميزا وتفردا، والواجب تعزيزه وتطويره نحو ما هو أفضل ان شاء الله، دفعا لكل تحدي مقبل، ودرء لكل فتنة يمكن أن تطل برأسها.