وهكذا، تعبأت وحدات بنكية متنقلة مجهزة بالوسائل البشرية واللوجستية الضرورية لتمكين المستفيدين من القيام بسحب هذه الإعانات المالية الممنوحة من قبل صندوق تدبير جائحة فيروس كورونا الذي أحدث بتعليمات ملكية سامية.
وحرصا على التنظيم الجيد وحسن سير مختلف مراحل هذه العملية الضخمة التي تروم التخفيف من الآثار السوسيو - اقتصادية لجائحة كوفيد 19 على الفئات الأكثر هشاشة، تعمل السلطات المحلية على قدم وساق من أجل ضمان الاحترام التام للتدابير الاحترازية اللازمة خلال هذه الفترة التي تتسم بالتعبئة الوطنية الشاملة لمحاصرة انتشار فيروس كورونا.
فضلا عن ذلك، أظهر المستفيدون خلال اليوم الأول من عملية توزيع الإعانات المالية بالجماعة القروية ملقى الويدان استيعابا مثاليا لتدابير حالة الطوارئ الصحية، كما تواجد أعوان السلطة بعين المكان للسهر على عملية التنظيم والتوجيه وتقديم المساعدة للأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأجمع سكان جماعة ملقى الويدان، الذي أعربوا عن فخرهم بهذا التضامن المثالي، على الإشادة عاليا بهذه المبادرة التي تأتي عشية بداية شهر رمضان الفضيل الذي يتسم بزيادة حجم الإنفاق بسبب عدد من المتطلبات.
وتصرف للمستفيدين مبالغ مالية تتراوح ما بين 800 درهم للأسر المكونة من فردين أو أقل (800 درهم)، و 1000 جرهم للأسر المكونة من ثلاثة إلى أربعة أفراد ، و 1200 درهم للأسر التي يتعدى عدد أفرادها أربعة أشخاص.
وأكد نائب رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة تاوريرت، سمير بنطالب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار الدعم المقدم للأشخاص الذين تضرروا جراء جائحة فيروس كورونا والمستفيدين من نظام المساعدة الطبية (راميد)، بلغ عدد الملفات التي تمت معالجتها على مستوى الإقليم خلال المرحلة الأولى 34 ألف طلب.
وأوضح في هذا الصدد أن أغلب المستفيدين بالجماعات الحضرية التابعة للإقليم استفادوا من الإعانات المالية المخصصة لهم، مسجلا أنه بغية تسهيل هذه العملية بالنسبة لساكنة العالم القروي وضمان الاحترام التام لتدابير حالة الطوارئ الصحية، وقع الاختيار على وحدة بنكية متنقلة باشرت عملها يوم الخميس بالجماعة الترابية ملقى الويدان.
وحسب السيد بنطالب فإن عدد المستفيدين الذين تمكنوا من سحب الإعانات المالية المخصصة لهم خلال اليوم الأول بلغ 160 مستفيدا من إجمالي 466 مستفيد، علما أن هذه العملية ستتواصل لتشمل باقي الجماعات القروية التابعة للإقليم المقدرة ب 10 جماعات.
وسجل في هذا الصدد أن وحدة بنكية متنقلة ثانية ستعزز ابتداء من اليوم الجمعة الخدمات المقدمة، مؤكدا أن هذه المبادرة التضامنية كانت موضع إشادة من قبل ساكنة العالم القروي.
من جهته، أفاد حميد عماروش عن المديرية الجهوية لبنك القرض الفلاحي بوجدة، بأن هذه العملية تندرج في إطار زخم التعبئة الوطنية لتمكين السكان المعوزين بالعالم القروي من تسلم الإعانات المالية الممنوحة طبقا للتوجيهات الملكية السامية.
وأكد أن القرض الفلاحي منخرط إلى جانب السلطات المحلية لضمان حسن سير العملية، مشيرا إلى أنه تمت مضاعفة الجهود لتمكين المواطنين من الاستفادة في أقرب وقت ممكن.
وأعرب العديد من المستفيدين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن امتنانهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة التي أتت في الوقت المناسب مع حلول شهر رمضان، والعناية السامية التي مافتئ جلالته يحيط بها العالم القروي وساكنته. كما نوهوا بالزخم التضامني الوطني لفائدة الأشخاص والأسر المتضررة من التداعيات السوسيو اقتصادية التي خلفها فيروس كورونا، والإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية للحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين.
وأشاروا إلى أن نشر وحدات بنكية متنقلة مكنهم من تسلم المساعدات المالية في ظروف تنظيمية وصحية جيدة دون الحاجة إلى قطع مسافات طويلة، مشيدين في السياق ذاته الجهود الحثيثة المبذولة من قبل السلطات الإقليمية والمحلية خلال فترة الحجر الصحي، وتفانيها في خدمة المواطنين.