وكانت الانطلاقة مساء اليوم السبت مع عمال النظافة بشارع محمد السادس، حيث كان هؤلاء ينجزون مهمتهم مع بداية إغلاق المحلات التجارية وخلو الشارع من الساكنة، فكانت لحظة لقياهم مؤثرة ومعبرة، قدمت لهم فيها ورود هي عربون التقدير والاحترام لمجهوداتهم، التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها في زمن كورونا، في تنظيف المدينة بالرغم من هذه الجائحة، مضحين بأرواحهم في سبيل راحة المواطنين .
واستحسن عمال النظافة هذه المبادرة، حيث عبر عدد منهم عن اعتزازهم بهذه الالتفاتة التي تعبر عن روح التضامن التي يتميز بها الشعب المغربي، كما نوهوا باللمسة الانسانية التي أظهرها رجال مهنة المتاعب في هذا الظرف العصيب، منوهين بسهر الصحفيين ، بدورهم، على إيصال المعلومة للساكنة وهم ببيوتهم، ودعواتهم لها المتواصلة بالتزام تعليمات السلطات العمومية والبقاء في المنازل حفاظا على سلامتهم.
كما قام الصحفيون، مرفوقين بفعاليات حقوقية، بجولة عبر مختلف السدود الأمنية التي يتواجد بها رجال الأمن ورجال السلطة العمومية ، خلال هذه الفترة من المساء، حيث يشرفون على الحرص التام على تطبيق حالة الحجر الصحي وإغلاق المحلات التجارية.
وفي هذا السياق اعتبر الصحفي محمد دنفور بهناس، أحد المشرف على المبادرة، أن المبادرة تدخل في إطار التآزر والتضامن التي يتميز بها المجتمع المغربي، مضيفا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الجائحة تستدعي من الجميع، الوقوف وقفة رجل واحد لمحاربة هذا الفيروس القاتل.
من جهته اعتبر الحسين هداري مدير موقع " كلميم بريس " أحد المشرفين على المبادرة، أنها، وإن كانت بسيطة وعبارة عن ورود ، إلا أنها تحمل في ثناياها رسالة شكر وامتنان ودعم وتنويه بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها رجال السلطة والقوات العمومية وعمال النظافة في هذا الظرف العصيب.
وأضاف في تصريح مماثل، أن هذه المبادرة تحمل، أيضا، رسالة تتمثل في كون الصحافة ليست فقط تقارير إعلامية وأخبار ، بل هي بالإضافة الى ذلك رسالة أمل وتفاؤل واستشراف للمستقبل في انتظار الانتصار على هذا الفيروس الفتاك.
من جهته أكد المدير الجهوي للاتصال بجهة كلميم واد نون محمد زهور، أن الجسم الصحفي قام اليوم بكلميم بمبادرة من نوع خاص، هي اعتراف بالجميل لعمال النظافة الذين يسهرون على نظافة المدية في هذا الظرف الاستثنائي ، وكذا اعتراف بالمجهودات التي قام بها، ويقوم بها رجل رجال الأمن والسلطات العمومية على مستوى كلميم من أجل التنزيل الأمثل للاجراءات والتدابير المتعلقة بحالة الطوارئ الصحية وسهرهم على تدبير هذه الأزمة التي تسبب فيهافيروس كورونا.
وأبرز في ذات السياق أن الجسم الصحفي لعب دورا محوريا على مستوى التوعية والتحسيس بمختلف التدابير التي اعتمدتها السلطات العمومية، وكذا في ترسيخ الحس التضامني الذي أبان عنه المغاربة خلال هذه الأزمة، والذي تجسد بشكل كبير في المساهمات الفعالة والمتواصلة في صندوق تدبير جائحة كورونا الذي أحدث بتعليمات ملكية سامية.
من جانبه اعتبر الحقوقي الأستاذ عبد الله بنعبد الله أن هذا المبادرة هي عرفان للمجهودات التي بذلها، ويبذلها كل هؤلاء من أجل راحة وطمأنينة الساكنة، وكذا من أجل إنفاذ القانون في الوقت الذي "نلزم نحن بيوتنا " ويتواجدون هم في الصفوف الأمامية لحماية الساكنة من هذه الجائجة.
وقال إن هذه الجائحة أبانت عن تضامن وتآزر بين مختلف مكونات المجتمع المغربي من حكومة وسلطات عمومية ومجتمع مدني ومنتخبين، وكذا المواطنين الذين أبانوا عن مستوى عال من الوعي والرقي من خلال الالتزام الفعلي والانخراط في كل الأشكال التحسيسية المتعلقة بالحجر الصحي الذي سيساعد في التخفيف من آثار هذه الجائحة.