وتضطلع هذه المؤسسة ، التي تم إنشاؤها بمبادرة من عمالة مقاطعة عين الشق ، بدور مزدوج يتمثل ،من جهة ،في التخفيف من تأثير حالة الطوارئ الصحية على هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون وضعية هشاشة ، ومن جهة أخرى ،في مساعدة الأكثر عزيمة ضمنهم على العودة الى حياة شبه طبيعية ،بعد الخروج من الأزمة التي سببتها جائحة فيروس كورونا المستجد.
ففي عز الحجر الصحي ، المعتمد لكبح انتشار الفيروس ، اتسمت هذه المبادرة الاجتماعية بطابعها الشمولي ، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الفورية لجميع الفئات الهشة ، بما في ذلك المتشردين الذين كانوا يبحثون عن ملجأ يخلصهم من مآسي الشارع.
وبهذه الروح ، شرعت عمالة مقاطعة عين الشق ، بالتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة في عين الشق ،الحي الحسني والنواصر ، في تهييء فضاء مؤقت لإيواء المشردين في المركز السوسيو -رياضي للقرب سيدي معروف.
منذ بداية هذه الأزمة ، وجهت السلطات العمومية ، بدعم من شبكة لجمعيات المجتمع المدني ، جزء من جهودها لرعاية هؤلاء الأشخاص ، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بتقييد حركة المرور وإغلاق المحلات يوميا قبل الساعة السادسة مساء .
و في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، قالت رئيسة قسم التتبع و التقييم و التواصل بعمالة مقاطعة عين الشق ، السيدة لطيفة الروحي ، " إنه في إطار التعبئة الوطنية لمحاربة انتشار جائحة كوفيد -19 ، قررت العمالة تخصيص هذا الفضاء مؤقتا لإيواء الأشخاص المتشردين ".
وأوضحت أن هذا الفضاء الذي يتسع ل 30 سريرا، يستقبل حاليا 16 شخصا يستفيدون من خدمات ذات جودة قادرة على توفير ظروف معيشية أفضل لهم ، وخاصة خلال هذه الفترة من الأزمة الصحية.
وأضافت السيدة الروحي ، أن هذا الفضاء يحتوي على أجنحة للنوم ، ومطبخ مجهز بالمعدات اللازمة لضمان أكل جيد ، علاوة مصلحة للخدمات الصحية ، وملاعب رياضية ، وغرف الترفيه مجهزة بتلفاز.
بمجرد دخولهم إلى المركز ، بعد خضوعهم للفحص الطبي والاستحمام ، يتم رعاية المشردين من قبل مساعدة اجتماعية ، التي تشرف على مواكبتهم وتقدم لهم الدعم النفسي اللازم من أجل تسهيل إعادة اندماجهم.
وقد تكللت هذه المجهودات بالنجاح ، حيث أنه في الوقت الذي تمكن فيه ثلاثة من هؤلاء الأشخاص من العودة إلى منازل أسرهم ، أعرب آخرون عن رغبتهم في الحصول على نشاط مدر للدخل، بهدف الخروج من الوضع غير المستقر، في حين فضل بعض كبار السن نقلهم إلى مركز الحماية الاجتماعية.
ويتم جمع كل هذه الطلبات من قبل خلية استماع خاصة تتيح لهؤلاء الأشخاص فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية وتشجعهم على عدم العودة إلى الشارع بعد الحجر الصحي.
وأكد المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة السيد هشام زلواش أن مشاركة هذا القطاع في عملية الإيواء تتمثل في جعل هذا المركز رهن اشارة العمالة ، بالإضافة إلى تعبئة طاقم من الموظفين لاستقبال المقيمين المؤقتين والإشراف عليهم .
وأضاف السيد زلواش أن هذه المبادرة تهدف إلى توفير الاستقرار والدعم الاجتماعي والولوج إلى الخدمات الصحية لهؤلاء الأشخاص طوال فترة حالة الطوارئ الصحية، مضيفا أن مصلحة العملالاجتماعي في العمالة تسهر على التتبع الفردي لهؤلاء الأشخاص تنفيذا لبرنامج الدعم الموجه للأشخاص في وضعية هشاشة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.