"لا مجال للمزاح مع التدابير الوقائية لمواجهة كورونا" ذلك هو الشعار الذي رفعته هذه الساكنة الهادئة، خصوصا بعد التطورات بشأن حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 المستجد، تجسيدا لحس المسؤولية وروح التضامن الوطني وتزامنا مع المبادرات الإنسانية التضامنية الواسعة التي انخرطت فيها السلطات والفاعلين المدنيين من أجل التخفيف من معاناة الفئات المعوزة والفئات الهشة.
لقد بدا السلوك الحضاري والالتزام الوطني لساكنة مدينة بني ملال والوافدين عليها جليا مع مرور أيام هذه الأزمة العالمية، من خلال ممارسات وطقوس سلوكية يميزها الالتزام بالقرارات الرسمية التي أكدت على ضرورة الانضباط لحالة الطوارئ الصحية في المملكة، وذلك للحفاظ على صحة وسلامة مختلف أفراد المجتمع .
هذه الروح التضامنية والوعي الوطني الوحدوي يستشعرهما المرء كلما ولى وجهه شطر شوارع ودروب ومحلات المدينة الجديدة أو القديمة، بمنتجع عين أسردون أو القصر المحاذي له أو في اتجاه المحاور الطرقية نحو مدن مراكش أو الدار البيضاء أو قصبة تادلة وخنيفرة أو الفقيه بن صالح، حيث تسود حالة من الانضباط والالتزام بالتدابير الاستثنائية التي تستوجب الحد من الحركة ، ومغادرة مقرات السكن مصحوبة بوثيقة رسمية مسلمة من السلطات، وفق حالات معينة.
نعم لقد أدرك أغلب المواطنين أن التزامهم الحضاري وسلوكهم المدني العالي هذا لا يعني بكل حال من الأحوال شللا أو توقيفا لعجلة الاقتصاد، لذلك تستمر عينات من هؤلاء المواطنين بالتنقل إلى مقرات عملهم وفق شروط والتزامات رسمية موثقة.
نفس النهج سار عليه هؤلاء المواطنين فور صدور قرار السلطات العمومية القاضي بالعمل بإجبارية الكمامات الواقية بالمملكة ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي، حيث سارع الأشخاص المسموح لهم بالتنقل خارج مقرات السكن في الحالات الاستثنائية المقررة سلفا، إلى اقتناء وارتداء الأقنعة الطبية كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا...
التلاحم الشعبي والرسمي بدا جليا من خلال مظاهر وصور التعاون والتضامن والالتزام بضوابط الأمن الصحي ، حيث تسهر السلطات المحلية والقوات العمومية، من أمن وطني ودرك ملكي وقوات مساعدة، على تفعيل إجراءات المراقبة، بكل حزم ومسؤولية، في حق أي شخص يتواجد بالشارع العام، وهي الإجراءات الإجبارية التي يحرص المواطنون على التقيد وجوبا بها...
لقد أدركت غالبية ساكنة بني ملال أن معركة مواجهة "كورونا" ، تتطلب وعيا حضاريا وسلوكا تضامينا جماعيا وانخراطا شاملا، يرتكز على قيم التضامن الإنساني والاجتماعي، ولكن قبل ذلك وفي صلبه الانضباط لتدابير الحجر الصحي والعزل الاجتماعي، وهو ما أصبحت ساكنة المدينة يوما بعد يوم تكشف عنه بشكل عملي ، وتجسده بروح وطنية وإنسانية عالية...