ففي ظل الظرفية التي يعيشها المغرب والعالم أجمع تحت وطأة انتشار هذا الوباء، بادر عبد الله الى الانخراط في المجهود الوطني للتصدي له، بابتكاره نموذجا لممر تعقيم آلي بمواصفات جديدة قد يكون وجوده ضروريا داخل المطارات والمستشفيات ومختلف المرافق العامة في هذه الظرفية الاستثائية، دافعه الكبير في ذلك، "الروح الوطنية" التي يتحلى بها.
عن هذه المبادرة المواطنة، يقول ابن مدينة القنيطرة في ربورتاج من إنجاز وكالة المغرب العربي للأنباء، إن اختراعه لبوابة التعقيم الالي جاء في إطار مساهمته ، كمخترع مغربي ، في مواجهة وباء كورونا الذي يشكل حديث الساعة، مضيفا "كان لابد لي، وواجب علي أن أقدم خدمة لبلدي في هذه الظرفية، ذلك أنه خلال متابعتي لبعض بوابات التعقيم التي تتميز كلها بنفس الخصائص، فكرت في ابتكار بوابة مماثلة لكن بمواصفات جديدة تعقم كامل الجسم، ولا تكتفي بمنطقة دون أخرى"،
ولم تقتصر مساهمة عبد الله على اختراع بوابة للتعقيم الآلي، إذ أن انشغاله بالبحث عن حلول لمواجهة الوباء، دفع به إلى ابتكار وتطوير اختراع نموذج لمغسل متنقل بمميزات جديدة يمكن من تنظيف اليدين دون حاجة للتنقل.
يوضح عبدالله "هي فكرة كانت بسيطة وتقاسمتها على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك). إنها عبارة عن مغسل لليدين متنقل سيساعد الأشخاص المظطرين للتنقل خارج بيوتهم خلال هذه الفترة ، من قبيل الموظف والتاجر ، على غسل أيديهم باستمرار لحماية أنفسهم".
ويتكون هذا المغسل ، وفق عبد الله ، من خزان خاص بالماء النظيف وآخر خاص بالماء المستعمل وموزع للصابون وصنبور، حيث يمكن استخدامه عبر الأشعة تحت الحمراء دون الحاجة إلى لمسه.
وعن مساره في مجال الاختراع، أفاد هذا المخترع بأنه أبدى ميولا واضحا للمجال دفعه لاتباع مسار دراسي تقني حصل فيه على مجموعة من الشهادات، حيث ركز على التعامل مع الآلات لإنجاز العديد من المشاريع مكنته من الحصول على جوائز وطنية ودولية.
وتابع "كان ظهوي أول مرة على المستوى الوطني في مسابقة وطنية 'RD Maroc' التي تقام سنويا وأحرزت فيها الجائزة الثانية"، وكان هذا الإنجاز "انطلاقتي الحقيقة في مجال الابتكار على الصعيد الوطني"، مضيفا أن بين الإنجازات اللاحقة "فوزي سنة 2019 بجائزة أحسن ابنكار في مسابقة بكوريا الجنوبية".
ويعكف عبد الله من داخل المرآب بأسفل بيته، على ابتكار وتطوير اختراعات من شأنها تسهيل الحياة اليومية، لكن تبقى بوابة التعقيم والمغسل المتنقل الأكثر أهمية من بين كل هذه اختراعاته الحديثة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تستدعي تعبئة كل الطاقات في هذا المجال من أجل المساهمة في التصدي لانتشار جائحة كورونا المستجد.