الفكرة كما سطرها المؤطر الأستاذ محمد أكينو، وينفذها التلاميذ الصحفيون ، هي إذاعة موجهة لتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بإقليم كلميم وبجهة كلميم واد نون، تبث عبر الشبكة العنكبوتية لمواكبة التلاميذ في ظروف الحجر الصحي وخلق فضاء إعلامي يفجر فيها التلاميذ والتلميذات مواهبهم وإبداعاتهم عبر موجات هذه الإذاعة.
وقد انطلق البث التجريبي لهذه الإذاعة بنشرات إخبارية من اعداد تلاميذ ورشة الصوت والصورة بمؤسسة التفتح الفني والادبي بكلميم، حيث يعمل التلاميذ الصحفيون عن بعد بمنازلهم تحت اشراف مؤطرهم الذي يقوم بدور منسق عمل الفريق، أو دور رئيس التحرير عن بعد، ليمد لهم يد العون في الإخراج والهندسة الصوتية من منزله أيضا عملا بشعار "بقى فدارك وتصلك الأخبار" .
وتم اختيار مقدمي ومنشطي فقرات هذه الاذاعة بناء على مواهبهم في الالقاء، كما تبقى مفتوحة لكل التلاميذ والتلميذات الموهوبين في جهة كلميم واد نون.
وتقدم هذه التجربة التلاميذية فقرات متنوعة منها نشرات أخبار وبرامج متنوعة ترصد اهتمامات التلاميذ والتلميذات وتنقل أصواتهم الى التلاميذ ولماذا لا أولياء وآباء التلاميذ.
ويشتغل فريق عمل هذه الإذاعة التلاميذية عن بعد من خلال وسائط التواصل الاجتماعي عبر توزيع المهام المحددة وتسجيل المواد الصوتية بالهاتف المحمول وارسالها لمنسق الفريق ويتم اعدادها للبث الذي لا يزال في مرحلته التجريبية بوسائل متواضعة.
يقول الأستاذ محمد أكينو، وهو أيضا مؤطر ورشة الصوت والصورة بنفس المؤسسة، إن الهدف من الفكرة هو بالدرجة الأولى إعادة الاعتبار ل"ثقافة الراديو عند هذا الجيل الذي يستخدم بكثافة الشبكات الاجتماعية والمواد المصورة والفيديو".
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء فكرة خلق منبر إعلامي يحتضن مواهب وابداعات التلاميذ كان ملحا جدا في هذه المرحلة الصعبة التي تتميز بالعزلة المنزلية، وذلك بحث التلاميذ على الاستخدام الأمثل والإيجابي للتكنولوجيا الحديثة وتطبيقات التواصل الاجتماعي و"خلق منتوج إعلامي متميز من التلميذ وإلى التلميذ".
وحرص على التذكير بأن هذه المبادرة في الأصل ما هي إلا استكمال لعمل ورشة الصوت والصورة بمؤسسة التفتح الفني والادبي التي يتلقى فيها المتعلمون ورشات نظرية وتطبيقية في تخصصات إعلامية مختلفة منها الاذاعة.
أما أشرف بولعاريف ، تلميذ في الجدع المشرك خيار فرنسية بثانوية محمد السادس التأهيلية بكلميم والذي يتابع تكوينه أيضا في الاعلام السمعي البصري في المؤسسة ومقدم نشرة الاخبار في هذه الإذاعة ، إن شغفه بالتقديم الإذاعي دفعه للمشاركة في هذه المبادرة التي ستكون فرصة لإبراز وتطوير امكاناته الصوتية وبالتالي تطبيق للدروس التظرية التي تلقيناها بمؤسسة التفتح الفني والأدبي.
من جهتها قالت حنان هباز، تلميذة في الثانوي التأهيلي، إنها التحقت لتقديم نشرات إخبارية في هذه الإذاعة الوليدة، على اعتبار أن الراديو من أهم الوسائل الإعلامية التي تؤثر في الناس، حيث يمكن للمستمع متابعة مواد الإذاعة في أي مكان عبر الانترنت بدون عناء يذكر.
وأضافت في تصريح مماثل أن هذه التجربة ستكون مفيدة، وقد تكون بداية مشوار لتحقيق الحلم والالتحاق بالجسم الصحفي بالمغرب مستقبلا.
يذكر ان مؤسسة التفتح الفني والادبي في المديرية الإقليمية بكلميم هي مؤسسة مفتوحة في وجه التلاميذ لمتابعة تكوينهم في ورشات متنوعة منها المسرح والموسيقى والصوت والصورة والفنون التشكيلية واللغات.
ومن حق هؤلاء التلاميذ، ولو في زمن كورونا الفتاك، اقتفاء أثر المذيعين الكبار الذين أثروا خزانة الإذاعات وطنيا ودوليا وجعلونا بصوتهم نتسمر قرب المذياع للاستماع لنشرات الأخبار أو برامج لا تمحى من الذاكرة.