وقامت هاته الأخيرة بتحديد لائحة المستجيبين للنداء وكذا مقرات سكناهم، قبل التنقل إلى منازلهم عبر حافلة وفرتها عمالة بنسليمان لهذا الغرض، ليتم نقل المتبرعين عبر مجموعات، تضم كل واحدة ما بين 4 إلى 6 أشخاص، إلى مركز بنك الدم بالمدينة.
وتروم عملية التبرع بالدم، التي تعد سلوكا حضاريا نبيلا، ومبادرة إنسانية باشرتها فعاليات المجتمع المدني الجمعة بتنسيق مع عمالة بنسليمان وببنك الدم بنسليمان، ترسيخ ثقافة التبرع بالدم وتوطيد قيم التضامن والإيثار بين المواطنين، للمساهمة في إنقاذ المرضى الذي هم في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية ولتوفير أكياس من الدم في ظل الخصاص الذي تعاني منه المراكز الصحية بالمنطقة، لا سيما خلال هذه الظرفية الاستثنائية التي تعيشها البلاد في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19 ).
وفي هذا الصدد، أكد أمين مال مؤسسة أولاد الشاوية،عبد الرزاق مطيع في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الحملة الإنسانية عرفت نجاحا كبيرا سواء من حيث عدد المتبرعين أو من خلال الحملات التحسيسية التي واكبت العملية، حيث تم التواصل مع مختلف المتبرعين وتوعيتهم بمدى أهمية ثقافة التبرع بالدم كقيمة نبيلة وإنسانية كبيرة.
وعزا نجاح هذه الحملة إلى الجهود التي بذلتها عمالة بنسليمان، التي وفرت أقنعة واقية وحافلة نقل جابت كل أحياء المدينة و المداشر القريبة منها، بالإضافة إلى مركز بنك الدم الذي وفر طاقما طبيا يضم طبيبة وممرضة رئيسية، وأطر شبه طبية، وكذا آليات ومعدات لوجستيكية خاصة بتسهيل عملية التبرع.
وأبرز أن هذه الحملة الإنسانية تندرج في إطار الاستجابة للنداء العاجل الذي أطلقه المركز الوطني لتحاقن الدم بسبب التراجع الكبير للمخزون الاحتياطي للدم بمختلف المراكز الجهوية لتحاقن الدم، على إثر فرض حالة الطوارئ الصحية وضعف إقبال المواطنين على التبرع، مشيرا إلى أهمية التبرع بالدم في إنقاذ حياة العديد من المرضى خاصة النساء الحوامل والمصابين في حوادث السير والمصابين بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن التبرع بالدم ينعكس إيجابا على صحة المواطنين باعتبار أن هذه العملية تساهم في إعادة الحيوية والنشاط للجسم بسبب تجدد الخلايا وتجديد حركة الدورة الدموية للمتبرعين وحصولهم على تحاليل مجانية تمكنهم من معرفة نوعية الفصيلة الدموية وكذا الكشف عن العديد من الأمراض من قبيل الالتهاب الكبدي من نوع "سي" و"بي" و الزهري والسيدا والإنزيمات الكبدية.