وكان لي وينليانغ يعمل طبيبا للعيون في مدينة ووهان، مركز انتشار الفيروس، عندما لاحظ مرضى تظهر عليهم أعراض مشابهة لتلك الخاصة بمرض فيروس (سارس) الذي انتشر بين عامي 2002 و2003.
وبعث الطبيب البالغ من العمر 34 عاما رسالة حول ذلك إلى زملائه الأطباء في 30 دجنبر 2019، يحذرهم من الفيروس وينصحهم بارتداء ملابس واقية لتجنب العدوى، قبل أن يكون من بين ثمانية مبلغين آخرين عن الفيروس استدعتهم الشرطة للتحقيق بتهمة "نشر شائعات".
وأصيب الطبيب لاحقا بالفيروس خلال معالجته أحد المرضى المصابين، ليعلن مستشفى ووهان المركزي، حيث عمل لي وينليانغ، وفاته في بيان مقتضب في 7 فبراير عام 2020 جراء مضاعفات إصابته بالفيروس.
وذكر تلفزيون الصين المركزي "سي سي تي في"، اليوم الجمعة، أن 14 شخصا ضحوا بأرواحهم في الخط الأمامي خلال المعركة ضد فيروس كورونا (كوفيد -19) تم تكريمهم كـ"شهداء"، بينهم الطبيب الراحل لي وينليانغ، مبرزة أنه "أعلى تكريم تمنحه الدولة والحزب (الحزب الشيوعي الحاكم) لأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدولة والمجتمع والشعب".
وارتباطا بالموضوع، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، خلال لقاء صحفي، اليوم الجمعة، إن الطبيب لي وينليانغ وغيره من العاملين الطبيين مثله هم "أبطال الشعب الصيني".
وانتقدت المتحدثة سعي مشرعين أمريكيين تقديم مشروع قانون يحمل اسم "لي وينليانغ"، يهدف إلى منح إدارة ترامب سلطة فرض عقوبات على المسؤولين الأجانب الذين يتلاعبون بالمعلومات المتعلقة بطوارئ الصحة العامة.
واتهمت المتحدثة هؤلاء السياسيين بمحاولة استغلال اسم الطبيب الصيني ووصفت الأمر بأنه غير أخلاقي.
وقالت "أقترح عليهم تكريم الأطباء في الولايات المتحدة الذين دقوا ناقوس الخطر للوباء في وقت مبكر في يناير".
وكان خبر وفاة الطبيب لي وينليانغ أثار موجة تعاطف وغضب واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة في الصين ما دفع السلطات آنذاك إلى فتح تحقيق في ملابسات الضغوطات التي تعرض لها من قبل الشرطة المحلية بعد تحذيره من تفشي الفيروس.