وبالفعل، تضاعف السلطات المحلية ومسؤولو الجماعة الحضرية لتاوريرت بالإضافة إلى الشركة المكلفة بتدبير النفايات "أوزون" جهودها في هذه الظرفية الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، للحفاظ على نظافة المدينة والحيلولة دون تفشي هذا الفيروس المعدي وبالغ الخطورة.
وعبأت في هذا السياق الوسائل الضرورية لضمان استمرارية وحسن سير عمليات جمع النفايات والتعقيم التي أصبحت ضرورية ولا غنى عنها سواء للحفاظ على نظافة المدينة أو السلامة الصحية للمواطنين.
ولبلوغ هذا الهدف على أرض الواقع خلال هذه الظرفية الحساسة، ينخرط عمال النظافة الذين كانوا في الموعد، على غرار الأطباء والقوات العمومية وعناصر الوقاية المدنية وآخرين، بكل طاقة وشجاعة لرفع هذا التحدي والاضطلاع بمهامهم على أكمل وجه من خلال الإسهام في الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
ويباشر هؤلاء العمال عملهم في الصباح الباكر، حيث تجوب شاحنات جمع الأزبال مختلف شوارع وأزقة المدينة لتفريغ حاويات القمامة المنزلية وجمع النفايات الملقية على الأرض، مع توخي الحيطة والحذر لتجنب ليس فقط الأشياء الحادة وإنما أيضا خطر العدوى بفيروس كورونا المستجد الذي أشارت العديد من الدراسات العلمية إلى أن بإمكانه البقاء على قيد الحياة لمدة ساعات أو أيام على أسطح معينة.
وإدراكا منهم لهذا الخطر، بدأ مسؤولو الشركة المكلفة بتدبير النفايات يأخذون على محمل الجد شروط النظافة والسلامة الصحية لعمال النظافة لوقايتهم من خطر الإصابة بالفيروس، وذلك عبر التوعية والتحسيس ووضع وسائل الحماية رهن إشارتهم، وتعقيم مكابس القمامة وشاحنات نقل الأزبال.
وأوضح مدير شركة أوزون بجهة الشرق، محمد الوزاني الشاهدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار التعبئة الشاملة إزاء هذه الوضعية التي يشهدها المغرب على غرار باقي دول العالم، وضعت الشركة بشراكة مع المجلس الجماعي لتاوريرت وتحت إشراف عامل الإقليم، برنامجا استثنائيا للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا.
وأشار، في هذا السياق، إلى أنه تم توفير الوسائل اللوجستية والبشرية اللازمة، واتخاذ الاحتياطات الأساسية لحماية سلامة وصحة العمال (الأقنعة والقفازات ومواد التعقيم).
كما أكد على استمرار عمليات التنظيف وجمع القمامة بوتيرة طبيعية، بالإضافة إلى عمليات التعقيم التي عبأت لها الشركة العديد من الآليات وكمية هامة من المنتجات لتعقيم وتطهير الشوارع والساحات العمومية ومؤسسات وإدارات المدينة.
من جهتها، استعرضت المكلفة بمصلحة النظافة والحفاظ على البيئة بجماعة تاوريرت، سميرة العبادي، الإجراءات العديدة التي اتخذتها الجماعة بتنسيق مع السلطات المحلية وشركة أوزون، وكذا الموارد المالية التي تمت تعبئتها للحد من تفشي وباء كورونا المستجد.
غير أنها أكدت، في المقابل، أن كل هذه الجهود لا يمكن أن تؤتي أكلها إلا إذا التزم المواطنون باحترام تعليمات الحجر الصحي وحدوا إلى أقصى قدر ممكن من تنقلاتهم خارج المنازل.
بدوره، أكد محمد أكجوج، موظف بشركة أوزون شارك في جولة رفقة الفريق المكلف بعملية التعقيم، أن الشركة وضعت رهن إشارتهم الوسائل الضرورية لحماية صحتهم (القفازات والأقنعة والبذلات المقاومة لتسرب الماء).
وحث من جهته المواطنين على المكوث في منازلهم واحترام التدابير الاحترازية التي تم اتخاذها خلال الظرفية الراهنة، وذلك بوضع النفايات المنزلية في أكياس وإغلاقها بإحكام.
وذكر في هذا الصدد أن الأقنعة والقفازات التي يلقيها المواطنون بعد استخدامها لتجنب خطر العدوى بالفيروس، تشكل خطرا حقيقيا على صحة عمال النظافة وأسرهم.
والأكيد أن عمال النظافة الذي يتحدون الخطر والخوف للاضطلاع بواجبهم على أكمل وجه خلال ظرفية الحجر الصحي، وهمهم الحفاظ على نظافة المدينة وحماية المواطنين، يستحقون فعلا التنويه والإشادة والتشجيع والدعم.