فقد ارتبط اسم صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بثقافة صيانة البيئة والارتقاء بمكانتها وتعزيز الأدوار المجتمعية الكبرى التي تضطلع بها، وذلك من خلال عملها المتواصل وجهودها الدؤوبة في إطار مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تترأسها سموها، والتي تعنى بالمحافظة على البيئة وتربية الناشئة على صيانتها.
وهكذا أبدت سموها منذ نعومة أظافرها اهتماما كبيرا بمجال الحفاظ على الثروات البيئية للمملكة وانخرطت في مختلف الأنشطة الرامية إلى تحقيق هذا الهدف النبيل وأضفت عليه طابعا مؤسساتيا.
ونجحت سموها في أن تعطي لهذا النشاط معنى ومحتوى، إذ جعلت منه قضية تحظى بالاهتمام على الصعيدين الوطني والدولي، مع كل ما تطلب ذلك من تعبئة ورفع للتحديات.
وقد مكنت مختلف المبادرات المتخذة في مجال حماية البيئة، برئاسة سموها، من تحقيق نتائج إيجابية حظيت بتنويه واعتراف عدة جهات سواء على الصعيد الوطني أو الدولي ، حيث تم تعيين سموها في أكتوبر 2007 "سفيرة للساحل" من طرف خطة عمل البحر الأبيض المتوسط التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وذلك اعترافا بجهود سمو الأميرة المتواصلة لفائدة حماية الساحل.
ويأتي هذا التتويج لينضاف إلى التكريم الذي حظيت به سموها في دجنبر 2006 خلال حفل سلم فيه رئيس المجلس المديري للشركة المغربية لجرف الموانئ ورئيس الفرع الإفريقي لجمعية "سانترالدريدجينغ أسوسييسن" لسموها ميدالية "أيام الجرف 2006".
وقد اختيرت سموها لنيل هذه الجائزة القيمة، من قبل ممثلي نحو عشرين بلدا من إفريقيا وأعضاء اللجنة الدولية للجمعية، التي تتخذ من هولندا مقرا لها، وذلك خلال الأيام الدولية للجرف التي انعقدت في نونبر 2006 بطنجة.
وتميزت الفترة الفاصلة ما بين نونبر 2016 ونونبر 2017 بأنشطة مكثفة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، حيث ترأست سموها بالرباط في 22 دجنبر 2016، حفل عشاء خيري نظمته سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بالرباط والمؤسسة الدبلوماسية، يخصص ريعه لأغراض إنسانية واجتماعية تهم المهاجرين الأفارقة بالمغرب.
وفي 6 مارس 2017، ترأست سمو الأميرة رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بالصخيرات، حفل تسليم جوائز للا حسناء "الساحل المستدام" في دورتها الثانية 2016.
وخلال هذا الحفل، سلمت صاحبة السمو الملكي جوائز للا حسناء "الساحل المستدام" للفائزين بهذه النسخة الثانية، والتي تكافئ الأعمال المميزة المنجزة لفائدة الساحل ضمن خمس فئات مفتوحة أمام جميع الفاعلين الذين ينخرطون في الحماية والحفاظ والمعرفة والتحسيس بالساحل، بما في ذلك جمعيات المجتمع المدني والجماعات الساحلية والمقاولات الخاصة أو العمومية والإدارات والطلبة والأساتذة الباحثين.
وبتاريخ 29 يونيو 2017، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بالرباط، اجتماع المجلس الإداري للمؤسسة.
كما شاركت سمو الأميرة الجليلة بتاريخ 9 شتنبر 2017، كضيفة شرف في النسخة التاسعة من المؤتمر العالمي حول التربية على البيئة المنعقدة بمركز المؤتمرات بفانكوفر، وذلك تحت شعار "الثقافة والبيئة: نسج روابط جديدة".
وقد ألقت سموها خطابا بمناسبة انطلاق أشغال المؤتمر، ذكرت فيه بالالتزام الفعال والراسخ بالنسبة للبيئة بالمغرب، الذي احتضن كوب 22 بمراكش، وكذلك دعمها للدول الأكثر تأثرا بالاحترار المناخي، خاصة إفريقيا والدول الجزرية الصغيرة، مؤكدة أن "المغرب، العريق في التعايش والحوار، يظل ملتزما بالدفاع عن منهجية التضامن الدولي من هذا القبيل".
وفي 11 شتنبر 2017، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، سفيرة الساحل، وهي الصفة التي منحت لسموها من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بزيارة مركز فانكوفر للعلوم والأبحاث البحرية.
كما ترأست سموها في 25 أكتوبر 2017، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة، المنعقد تحت شعار "من أجل تعاون إسلامي فعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وتميزت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالرسالة السامية التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المؤتمر، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتسليم الدرع الذهبي للمؤتمر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استلمته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وذلك تقديرا لجهود جلالته في مجال تعزيز العمل المشترك في مجال البيئة.
وفي 27 أكتوبر 2017، أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، على إطلاق الشطر الثاني من أشغال إعادة تهيئة حديقة التجارب النباتية بالرباط.
وستظل الجهود التي ما فتئت تبذلها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء رافعة أساسية للنهوض بالمنظومة البيئية وإشاعة ثقافة صيانة البيئة والحفاظ عليها، من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة.