وقامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بتلاوة رسالة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة هذا الحدث، أكد فيها جلالته أن تنظيم هذا الحفل اليوم، في هذا السياق المأساوي والمتردي الذي تمر منه المنطقة المتوسطية، "سيمكننا، ولو للحظة وجيزة، من أن نحتفي ونحتفل بأبهى ما نمتلك من قيم الإنسانية والتسامح والحرية والكرامة والاحترام المتبادل".
وأعرب جلالة الملك عن رغبته القوية في أن ترعى مختلف البلدان المتوسطية هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الثقافية المماثلة، من خلال تعبئة هذه البلدان مثقفيها وفنانيها، من أجل التصدي لنزعات الانطواء والتعصب والتطرف.
وأضاف جلالة الملك أن المغرب ما فتئ يسعى لتعزيز انتمائه المتوسطي والعربي والإفريقي، من خلال موقعه كجسر بين أوروبا وإفريقيا وبين الشرق والغرب.
وما تاريخ المملكة المغربية، يضيف جلالته، "إلا تكريس للتنوع، الذي ظل على الدوام في صلب اهتمامات كل الأسر التي حكمت المغرب وتلاحمت مع شعبه ".
وأكد جلالة الملك أن هذا النهج كرسته المملكة المغربية بكل وضوح في ديباجة دستورها التي أكدت على "تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية".
وأحيى هذا الحفل، الذي نظم بمبادرة من البعثة الدائمة للمملكة بجنيف، والأمم المتحدة ومؤسسة " أونوارت "، الجوق السامفوني الملكي للمغرب، بقيادة المايسترو طوني كوينكا، إلى جانب كوكبة من 14 مطربا عالميا يمثلون عددا من بلدان ضفتي المتوسط.
ويتعلق الأمر على الخصوص بحسام رمزي (مصر)، ويسرى زكري (تونس)، وماريا ديل مار بوني (إسبانيا)، وفرانشيسكا سكيافو (إيطاليا)، والثلاثي جبران (فلسطين)، وماريا فارانتونري (اليونان)، وطانيا قسيس (لبنان).
وفي ختام هذا الحفل الكبير، أدى مجموع الفنانين والجوق السامفوني الملكي " النشيد من أجل السلام في المتوسط ".
واحتفى هذا الحفل الموسيقي بالتنوع الثقافي الذي تزخر به منطقة المتوسط، مؤكدا على النهوض بالتفاهم بين الثقافات والحوار بين الحضارات، عن طريق الموسيقى والفنون.
وتناول الكلمة في بداية هذا الحفل السادة ميشيل سيديبي، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي للبرنامج المشتركة للأمم المتحدة حول داء السيدا، وناصر عبد العزيز الناصر، الممثل السامي للأمم المتحدة من أجل تحالف الحضارات، وفتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وميغل أنخيل موراتينوس رئيس مؤسسة " أونوارت ".
ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء إلى قاعة العرض، تقدم للسلام على سموها السادة سيديبي، وموراتينوس، وعبد العزيز الناصر، بالإضافة إلى خوان مارتش السفير والمدير التنفيذي لمؤسسة " أونوارت ".