ولدى وصول سموها إلى مقر معرض برلين (كوب سيتي)، حيث جرت مراسيم هذا الحفل، وجدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم في استقبالها وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش ووزير التغذية والزراعة الألماني كريستيان شميث، وعمدة برلين مايكل مولر، والمدير العام لمعرض برلين كريستيان غوك.
وتلت صاحبة السمو الملكي، خلال هذا الحفل، نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الافتتاح الرسمي لطبعة 2016 من معرض "الأسبوع الأخضر" الدولي ببرلين.
وأبرز جلالة الملك أن المملكة أطلقت سنة 2008 مخطط المغرب الأخضر، الذي يعد من المشاريع الكبرى، التي تخدم التنمية المستدامة في القطاع الفلاحي، في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأكد جلالته أن الأسبوع الأخضر الدولي لمدينة برلين أصبح من أكثر المواعد تميزا وأهمية، نظرا لما يوفره لزواره من متعة متجددة وإبهار، وما يمنحهم من فرص اكتشاف مختلف المهارات والتقاليد.
كما يشكل المعرض، يضيف جلالة الملك، ملتقى فريدا من نوعه ، لتثمين عمل العاملين في قطاعي الفلاحة والتغذية، من نساء ورجال، وتقدير جهودهم حق قدرها، وموعد متميز للفلاحين والقائمين على التعاونيات في المغرب، حيث يمنحهم فرصة ثمينة لعقد لقاءات مباشرة ومفيدة مع المستهلك الألماني.
وقال جلالته ، في هذا الصدد، إن هذه الدورة مناسبة فريدة للاطلاع على دينامية الاقتصاد الألماني ، الذي صار نموذجا للازدهار، وأبان عن قدرته على الابتكار والتكيف مع التطورات والتغيرات العالمية.
كما أشار جلالة الملك إلى أن هذه الدورة من معرض برلين تعكس مدى حيوية الشراكة التي تربط بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الفدرالية، في مجالي الفلاحة والاقتصاد الأخضر، وذلك احتفاء بالعلاقات العريقة والمتميزة التي تجمع بين البلدين.
وتميز الحفل الذي نظمه المغرب بمناسبة افتتاح هذا الحدث الدولي الهام بتقديم عرض موسيقي وفني كبير شارك فيه عدد من الفنانين المغاربة ، سلط الضوء على غنى الطبيعة والتنوع الثقافي الذي تزخر به المملكة من خلال تقديم لوحات غنائية وموسيقية ورقصات سافرت بالحضور إلى ربوعها.
وانطلق الحفل بمواويل من عمق الأطلس المتوسط ، تلته فقرات من فن الأندلسي وفن الشكوري اليهودي ، والأمازيغي والحساني وموسيقى كناوة بإيقاعاتها القوية.
وقدم الفنانون ثلاث لوحات استعراضية فنية تحمل عناوين "المغرب يفتح أبوابه" و"غناء الأرض "، و" مملكة القيم " شكلت دعوة لاستكشاف المغرب المتعدد وقيمه وثقافته وتقاليده وألوانه الموسيقية.
وصاحبت هذه العروض صور تبرز المناظر الطبيعية التي تزخر بها المملكة وتبين جودة الفلاحة المغربية ، وفن العيش بالمملكة الذي يجمع بين التقاليد وبين الأصالة والمعاصرة والحرص على التراث .
وتميز الحفل بمداخلات لمنظمي "الأسبوع الأخضر" إلى جانب وزير التغذية والزراعة الألماني ، والتي أشادت جميعها بالمشاركة المنتظمة للمغرب في هذا الموعد الدولي الذي تحتضنه برلين، مؤكدين أن منح المملكة مكانة شريك في المعرض ، يدل على عمق ومتانة العلاقات القائمة بين الرباط وبرلين.
وأبرز الوزير الألماني، في هذا الصدد، مختلف أوجه التعاون بين المغرب وألمانيا مذكرا بمركز الاستشارة الفلاحية المغربي - الألماني الذي تم إحداثه بمنطقة زهانة إقليم سيدي سليمان الذي يساهم في تعزيز المكننة في المجال الفلاحي وتكوين الفلاحين والمستشارين الفلاحيين في مجال التسيير والتدبير.
كما أشار الوزير إلى أن العالم الذي يهتم أكثر بتغيرات المناخ الذي احتضنت باريس قمته (كاب 21 ) فيما ستحتضن مراكش قمته المقبلة (كوب 22 ) ، يتعين أن ينتبه أكثر إلى قطاع الزراعة الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمناخ ، من أجل ضمان الغذاء للجميع .
وأوضح في هذا الصدد أن " الأسبوع الأخضر " ملتقى يبحث السبل الملائمة للحفاظ وضمان عالم بدون مجاعة عبر مناقشة مختلف القضايا وتقديم إجابات واضحة.
جدير بالإشارة إلى أن معرض الأسبوع الأخضر انطلق منذ سنة 1926 ، ويستقطب سنويا مئات الآلاف من الزوار ويراهن في الطبعة الحالية على استقبال 400 ألف زائر.
وهذه هي المشاركة التاسعة والأربعون للمغرب في هذا الحدث الدولي الهام. وقد شارك المغرب لأول مرة في هذا المعرض سنة 1960 كأول بلد إفريقي يشارك في هذه التظاهرة العالمية.
ويمنح هذا الحدث للعارضين من مختلف أنحاء العالم ، فرصة مميزة لإقامة شراكات تجارية جديدة، والرفع من حجم الصادرات الزراعية وتعزيز سمعتها في الخارج.