وجدد الرئيس الفرنسي، خلال مراسم الاحتفال بهذه الذكرى بساحة سان نيكولا بباستيا بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ممثلا لصاحب الجلالة في هذه المراسم وعدد من قدماء المحاربين المغاربة الذين شاركوا في هذه الملحمة، امتنانه وعرفانه لحضور المغرب في حفل تخليد الانتصار الكبير على المحتل النازي.
وقال هولاند إن هذا الاحتفال المشترك بلحظة تاريخية "يشكل مناسبة جديدة لجمع أمتينا حول ذكرى التحرير"، مذكرا، بتأثر عميق، بالنداء الذي وجهه جد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المغفور له محمد الخامس في 30 شتنبر 1939 إلى شعبه من أجل مساندة فرنسا ومساعدتها دون تحفظ على استعادة حريتها.
وأضاف أن فرنسا لن تنسى أبدا شجاعة المغفور له محمد الخامس والموقف الذي اتخذه لنصرة قيم حرية وكرامة الانسان ليكون بالتالي قائد الدولة الوحيد الذي يتم توشيحه بوسام رفيق التحرير من قبل الجنرال ديغول.
وشدد الرئيس الفرنسي، خلال تخليد هذه الذكرى التي ترمز لتاريخ مشترك ووحدة مصير نسجتها أخوة السلاح في مواجهة هذه المحنة، على أن إحياء ذكرى تضحيات المغاربة يعد واجبا.
وأعرب عن فخره وسعادته لقيامه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، بتوشيح البعض من هؤلاء المحاربين بمختلف رتب جوقة الشرف بعد أن تم عزف النشيدين الوطنيين المغربي والفرنسي. وقال مخاطبا المحاربين المغاربة السبعة، الذين تمت دعوتهم للمشاركة في تخليد هذه الذكرى باعتبارهم أبطالا، إن الجنود المغاربة الذين قدموا للقتال، "بعيدا عن أرضهم وأسرهم والذين سقطوا بجبالنا وهضابنا، لن يطالهم النسيان أبدا".
وأضاف أن "فرنسا ستظل مدينة لهؤلاء المغاربة وللمحاربين الآخرين من جيش إفريقيا الذين هبوا لإنقاذ فرنسا الحرة" .
وأشاد ليو ميشيلي، أحد الناجين في حرب تحرير كورسيكا التي قدم المغاربة للمشاركة فيها خلال شتنبر وأكتوبر 1943، بهؤلاء المحاربين وسط تصفيقات حارة للحضور، مؤكدا أن الكورسيكيين يكنون لهم حبا كبيرا لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن أرضهم وعن أطفالهم.