وفي بداية الحفل٬ تلت الممثلة والشاعرة الأمريكية أنا ماولاغو٬ والشاعرة المغربية حفصة العمراني٬ قصائد شعرية تتغنى بالقارة الإفريقية وفضائل التعايش والتسامح.
وأكدت السيدة باتريسيا سيكي الرئيسة المؤسسة ل"المنظمة الأمريكية للنساء الإفريقيات الفاعلات "٬ في كلمة ترحيبية٬ أن النساء نجحن اليوم في اتخاذ مبادرات٬ إلا أنهن في حاجة لتوحيد جهودهن لاستثمار مؤهلاتهن وكفاءاتهن٬ والمساهمة في الوقت ذاته في تقدم المجتمع٬ مشيرة إلى أن الشراكة سيكون لها وقع إيجابي وبناء على مجموع الأدوار التي تضطلع بها النساء.
وقالت "علينا جميعا أن نبدع ونتحرك ونتعلم ونربي ونتكيف ونلتزم ونشارك ونتسلح بكل الأدوات الضرورية"٬ مشيرة إلى أن "إفريقيا٬ التي تسير على خطى التقدم٬ ينبغي أن تحقق المصالحة بين التضامن العائلي واحترام الأجداد والحفاظ على الطبيعة٬ وبين متطلبات التنمية واحترام القيم الإنسانية".
وأضافت أن المؤتمر يشكل موعدا وتحديا يتمثل في خلق "قطب للتميز النسائي بالمغرب" من شأنه أن يسهم في تطوير شراكات وعلاقات تعاون ثقافي سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع إفريقيا جنوب الصحراء٬ مشددة على ضرورة اغتنام الفرصة التي أتاحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ الذي جعل من التعاون جنوب- جنوب٬ ومن التضامن المغربي الفاعل من الدعامات الرئيسية للسياسة الخارجية٬ من أجل تقوية وتعزيز التعاون مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
من جهتها٬ أكدت وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية السيدة بسيمة الحقاوي أن المغرب انخرط بشكل إيجابي في كل البرامج والمبادرات والمؤتمرات الدولية والإقليمية الخاصة بقضايا المساواة بين الجنسين٬ حيث سعى فعليا إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية٬ خصوصا الهدف الثالث الذي يسعى إلى تعزيز المساواة حسب النوع الاجتماعي وتعزيز دور المرأة في صنع القرار.
وأضافت أن المغرب انخرط أيضا في تحقيق توصيات بيجين٬ خاصة البند رقم 35٬ الذي ينص على ضمان وصول المرأة على قدم المساواة إلى الموارد الاقتصادية٬ بما في ذلك الأرض والعلم والتكنولوجيا والتدريب المهني والمعلومات والاتصالات والأسواق كوسيلة لزيادة النهوض بالمرأة والفتاة وتمكينهما٬ إضافة إلى تفعيل المملكة المغربية لمبادرة 20-20٬ التي تخصص 20 في المائة من النفقات العمومية و20 في المائة من المساعدات الخارجية لتمويل الخدمات الاجتماعية الأساسية.
وبعد أن أشارت الوزيرة إلى أن المملكة المغربية استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة في مجال ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والحرص على تحقيق المساواة٬ وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في كل السياسات والبرامج والمشاريع الوطنية٬ والنهوض بأوضاع المرأة المغربية٬ قالت إن المغرب يعد ضمن الدول العربية والإفريقية التي انخرطت بشكل فاعل٬ وبالأخص في العشرية الأخيرة٬ في الدينامية الأممية لإقرار حقوق الإنسان في مناحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأضافت أن المرأة المغربية توجد في صلب الدينامية السياسية والحقوقية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المملكة في العقد الأخير٬ انطلاقا من إقرار مدونة الأسرة٬ والترسانة القانونية الوطنية للاستجابة لحقوق النساء عبر قانون الجنسية ومدونة الشغل٬ والتدابير التي اتخذت من أجل الارتقاء بتمثيلية النساء.
وقالت إن كل هذه الإصلاحات توجت بصدور الدستور الجديد للمملكة في يوليوز 2011٬ الذي نص على تمتيع المرأة بالحقوق والحريات ذات الطابع المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي مناصفة مع الرجل٬ كما نص على إحداث هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز تتولى تقييم وتتبع السياسات العمومية التي تستهدف المساواة بين النساء والرجال في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت أن هذه المبادرة٬ التي ساهمت في تمكين النساء٬ خصوصا القرويات منهن٬ اقتصاديا٬ كمدخل أساسي للتنمية٬ والرفع من مكانتهن الاجتماعية٬ والدفع بمشاركتهن في تدبير الشأن العام٬ حيث تم خلق حوالي 2600 نشاط مدر للدخل مكن من استفادة حوالي 107 آلاف امرأة.
وأشارت الوزيرة إلى أن استراتيجية القطب الاجتماعي ذات البعدين الأفقي والعمودي 4 زائد 4 تسعى إلى تعزيز المكتسبات لفائدة المرأة المغربية٬ مشيرة في هذا السياق إلى تحدي تنزيل الخطة الحكومية للمساواة في أفق المناصفة "إكرام" للفترة 2012/2016٬ التي تشكل إطارا لتحقيق التقائية مختلف المبادرات القطاعية المتخذة لإدماج الحقوق الإنسانية للنساء٬ ومناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضدهن في السياسات الوطنية وبرامج التنمية.
من جهتها٬ ذكرت السيدة أمينة كودجيانا وزيرة حقوق الإنسان بالجمهورية التشادية٬ في كلمة باسم القارة الإفريقية٬ بأن مبادرات المنظمة الأمريكية للنساء الإفريقيات الفاعلات تبلورت من خلال خمسة أهداف أساسية٬ منها دعم مواهب النساء في مجال التربية٬ وتعزيز قدرات المرأة عبر التكوين٬ والمشاريع المبتكرة٬ والمساعدة التقنية والشراكة.
وأكدت أن النساء عازمات بقوة ومصممات أكثر من أي وقت مضى على العمل على إنجاح استقلاليتهن السوسيو-اقتصادية والسياسية٬ داعية إلى انخراط كل نساء العالم في الجهود الرامية إلى الحد من مختلف أعمال العنف الموجهة ضد المرأة بإفريقيا وخاصة أثناء الحروب.
أما السيدة باركير مابري نائبة رئيسة المنظمة الأمريكية للنساء الإفريقيات الفاعلات ورئيسة (مجموعة دو أنديرسون أدفنتيج)٬ التي تحدثت باسم القارة الأمريكية٬ فأبرزت نشاط المنظمة الأمريكية ودورها في التحسيس بأهداف هذه الشبكة٬ مؤكدة على أهمية التعاون والتواصل ودعم الحوار للتعارف فيما بين النساء بشكل أفضل.
كما عبرت عن رغبة النساء في مواصلة سعيهن من أجل بلوغ الأهداف المسطرة والتعاون لتحقيق النجاح.
واستعرض البروفيسور محمد الطاهري رئيس الجمعية المغربية لاقتصاد البيئة آفاق اشتغال النساء الفاعلات ورهانات التنمية المستدامة٬ مبرزا في هذا الصدد أهمية التربية وحقوق الإنسان والاستثمار والتكوين دون إغفال المهن المدرة للدخل.
كما دعا إلى توسيع تمثيلية (منظمة نساء إفريقيا الفاعلات) داخل القارة السمراء٬ وتنظيم لقاءات سنوية حول مواضيع راهنة٬ والبحث عن سبل دعم نساء السياسة والأعمال لتحقيق تقدم ملموس في مجال الدفاع عن الحقوق المشروعة للنساء.
من جانبها٬ اعتبرت السيدة فوزية تالوت المكناسي٬ صحفية ومديرة وكالة الاتصال (بريسما) الشريك المغربي ل(منظمة النساء الإفريقيات الفاعلات)٬ أنه كان من اللازم على النساء الإفريقيات دراسة واستيعاب اتفاقية التبادل الحر بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب٬ لما تقدمه من فرص غير مسبوقة لصالح النساء الإفريقيات من أجل تطوير المقاولات والقيام بمبادرات لتعزيز القدرات وتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت إن هذه المعطيات تعد من بين العوامل التي شجعت على تنظيم هذا المؤتمر بالمغرب٬ البلد الذي حقق خطوات متقدمة في مجالي التكنولوجيا والابتكار٬ وبفضلها أصبح يشكل دعامة لإنجاح التعاون جنوب- جنوب٬ وتنمية أنشطة النساء الإفريقيات٬ مشيرة إلى أنه يجري الإعداد لخلق أرضية للأعمال تربط بين أمريكا وإفريقيا عبر إنشاء "قطب للتميز النسائي بالمغرب".
وبعد ذلك قامت السيدة باتريسيا سيكي الرئيسة المؤسسة لمنظمة إفريقيا نساء الفاعلات بتسليم "سعفة التميز" لصاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء التي أخذت صورة تذكارية مع رؤساء الوفود٬ قبل زيارة معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية المنظم من طرف شبكة النساء الصانعات التقليديات بالمغرب "ريفام دار المعلمة".
ولدى وصولها٬ استعرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية لسموها٬ قبل أن يتقدم للسلام عليها كل من وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية السيدة بسيمة الحقاوي٬ وسفراء جمهورية إفريقيا الوسطى السيد نيماغا اسماعيلا٬ والكوت ديفوار السيد ادريسا تراوري٬ وغينيا كوناكري السيد أبو بكار كابا٬ ووالي جهة الدار البيضاء الكبرى السيد محمد بوسعيد٬ ورئيس مجلس جهة الدار البيضاء الكبرى السيد محمد شفيق بنكيران٬ وعامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا السيد كريم قاسي لحلو٬ ورئيس مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء السيد محمد ساجد.
كما تقدم للسلام على سموها كل من السادة محمد منصار رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء٬ وكمال الديساوي رئيس مجلس مقاطعات سيدي بليوط٬ والسيدة باتريسيا سيكي الرئيسة المؤسسة لمنظمة "إفريقيا نساء الفاعلات" بالولايات المتحدة٬ والسيدة باركر مابري نائبة رئيسة المنظمة٬ وعبد الكريم عواد الرئيس المؤسس لشبكة النساء الصانعات التقليديات "مغرب- ريفام دار المعلمة" شريكة "إفريقيا نساء الفاعلات"٬ والبروفيسور محمد الطاهري رئيس الجمعية المغربية لاقتصاد البيئة٬ والسيدة فوزية تالوت المكناسي٬ صحافية ومديرة وكالة "بريسما".