وبعد صلاة العشاء والتراويح٬ رتل المقرئ الطفل عبد الغفور قميش(13 سنة) من مدينة القنيطرة ٬ الفائز بالرتبة الأولى ل "جائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله"٬ آيات بينات من الذكر الحكيم٬ ثم تقدم للسلام على صاحب الجلالة وتسلم الجائزة من جلالته.
وتعكس هذه الجائزة الاهتمام والرعاية اللذين ما فتئ أمير المؤمنين يوليهما لحفظة كتاب الله وتشجيع النشء الصاعد على حفظ وتجويد القرآن الكريم٬ كما تجسد قدم وعراقة صلة أهل المغرب بالقرآن الكريم٬ حفظا وترتيلا وتجويدا٬ والعناية الخاصة التي حظي بها القرآن الكريم وأهله عبر تاريخ المغرب.
إثر ذلك ألقى الأستاذ قيس بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك ٬ من علماء المملكة العربية السعودية ٬ بين يدي جلالة الملك٬ كلمة باسم العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية٬ أعرب فيها عن شكرهم الجزيل وامتنانهم الكبير لجلالة الملك على تشريفهم بالمشاركة في هذه الدروس.
وأكد الأستاذ آل الشيخ مبارك أن هذه الدروس سنة حميدة٬ وكأنها جاءت لتحقيق المعنى الذي نبه إليه عبد الله بن مسعود٬ في ما رواه الإمام مالك بن أنس في الموطأ٬ عندما قال "أنتم اليوم في زمن كثير فقهاؤه قليل قراؤه وسيأتي زمن قليل فقهاؤه كثير قراؤه"٬ وذلك أن حظهم من فقه كتاب الله أعظم من ما هم في حفظه.
وقال الأستاذ إن ما يبعث على الغبطة والسرور أن رعاية جلالة الملك الكريمة لهذه الدروس تمتد إلى عموم المملكة المغربية٬ حيث يلقي فيها ضيوف جلالته من العلماء دروسا علمية ومواعظ تربوية٬ إلى جانب إخوانهم علماء المملكة المغربية٬ يعلمون الناس أحكام دينهم ٬ مبرزا أن العلماء الوافدين على مساجد المملكة وقفوا على ما عرف به المغاربة من حرارة التدين ومن الإقبال على القرآن الكريم ومظاهر جلية من خير هذا البلد العزيز تحققت تحت التوجيهات السامية لجلالة الملك.
وبهذه المناسبة الدينية تم ختم صحيح البخاري من طرف العلامة أحمد الشراط عضو المجلس العلمي المحلي بطنجة.
و تقدم للسلام على جلالة الملك٬ بعد ذلك ٬ الآنسة حسناء خولالي وهي أول مغربية عربية حائزة على المرتبة الأولى في الجائزة العالمية لحفظ وتجويد القرآن الكريم بمملكة ماليزيا في دورتها ال 54 سنة 2012.
وفي أعقاب ذلك سلم أمير المؤمنين جائزة محمد السادس لأهل القرآن للفائز بها السيد عمر لقديري ٬ فقيه بالمدرسة القرآنية العتيقة بزاوية بلحول بإقليم شيشاوة ٬ وجائزة محمد السادس لأهل الحديث للفائز بها السيد إدريس بن الضاوية رئيس المجلس العلمي المحلي بالعرائش.
كما سلم جلالة الملك٬ حفظه الله ٬ جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية بفروعها الثلاثة٬ للفائزين بها.
ويتعلق الأمر بجائزة محمد السادس على التسيير للسيد محمد البقالي المشرف على كتاب الموحدين بطنجة ٬ وجائزة محمد السادس على منهجية التلقين للسيد محمد بوقسيم المشرف على كتاب مسجد تكسوين بأربعاء الساحل بإقليم تزنيت ٬ وجائزة محمد السادس على المردودية للسيد حسن معتصم المشرف على كتاب المدرسة الدينية بأمزميز بالحوز.
وفي ختام هذا الحفل الديني المهيب٬ رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وينصره نصرا مبينا يعز به الإسلام والمسلمين وبأن يتوج بالنجاح أعماله ويحقق مطامحه وآماله ويبارك خطوات جلالته وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما توجه الحاضرون بالدعاء إلى العلي جلت قدرته بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما.
حضر هذا الحفل الديني رئيس الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين ٬ ومستشارو صاحب الجلالة ٬ وأعضاء الهيئة الوزارية٬ وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون بالرباط٬ وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية٬ والعلماء الذين شاركوا في الدروس الحسنية الرمضانية٬ ورؤساء المجالس العلمية والمنتخبون ورجال السلطة المحلية والإقليمية وعدة شخصيات أخرى.