وأوضح بلاغ للمؤسسة أن صاحبة السمو الملكي هنأت في بداية الأشغال بالعمل المنجز والنتائج التي تحققت منذ إنشاء المؤسسة سنة 2001٬ كما ذكرت سموها بمختلف البرامج التي تقوم بها المؤسسة٬ القائمة أساسا على التربية البيئية والتحسيس.
وتشمل هذه البرامج برنامج "شواطئ نظيفة" الذي خول نجاحه الانتقال إلى مرحلة أوسع لحماية السواحل الوطنية التي أقرها المؤتمر الدولي للساحل المنعقد بطنجة في أكتوبر 2010 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة.
ويجري حاليا تفعيل توصيات المؤتمر عبر تنظيم الأيام التحسيسية الوطنية للساحل وتشبيك المنظمات غير الحكومية والعناية الفعلية بالمناطق الرطبة الساحلية من أجل تدبير أفضل للمكونات البيئية من طرف جميع الهيئات المتدخلة في بحيرة مارشيكا وخليج الداخلة وكذلك منطقة البحر الأبيض المتوسط.
من جهة أخرى٬ بلغ برنامج "جودة الهواء" نهاية مرحلته الأولى في سنة 2011٬ حيث وصل عدد شبكات القياس إلى 29 محطة ثابتة وواحدة متحركة٬ منها 14 اقتنتها المؤسسة موزعة على المملكة ضمن شبكة مهمة من محطات متطورة.
فبدعم من شركائها٬ نجحت المؤسسة في رفع تحدي التوعية والتحسيس للتقليص من تلوث الهواء بالمدن المغربية عبر إدخال بنزين 50 بي بي إم ووضع شبكة محطات القياس وانطلاق دراسة وبائية على محور الدار البيضاء -المحمدية.
ومكنت المرحلة النموذجية لهذه الدراسة الهامة التي أنجزتها وزارة الصحة العمومية بسيدي البرنوصي من وضع الإطار المعياري للبرنامج الذي قدمت حصيلته الأولى منتصف فبراير 2012٬ مما ساعد على تجميع المعطيات الصحية وقياس تركيز ملوثات الهواء٬ فضلا عن إشراك المتدخلين٬ ومعاينة الجودة الجيدة للمؤشرات الصحية والترابط بين المؤشرات الصحية وتلك الملوثة.
من جانب آخر٬ يتابع برنامج "التعويض الطوعي للكربون"٬ الذي أعطيت انطلاقته لأول مرة بالمغرب في 23 أبريل 2009 برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء٬ تطوره المطرد بفضل دعم الشركاء.
وتم في هذا الإطار تحقيق إنجازات أهمها غرس 1300 نخلة مثمرة بواحة نخيل مراكش خلال هذه السنة٬ وتجهيز 86 مدرسة قروية بالطاقة الشمسية٬ منها 35 مدرسة منخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية.
ومن أجل إخبار وتحسيس الفاعلين العموميين والخواص والمواطنين بتأثيرات الاحتباس الحراري وأثره على التغيرات المناخية٬ طورت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة نظاما لقياس ثاني أكسيد الكربون في موقعها الالكتروني يقيس انبعاثات هذا الغاز الناتجة عن التنقل بالطائرة والسيارة ويعوضها إراديا.
كما أنجزت دراسة من أجل مطابقة منهجية حصيلة الكربون بالمغرب في إطار اتفاقية التعاون بين وكالة البيئة والتحكم في الطاقة الفرنسية والمؤسسة والتي تعد وسيلة هامة لقياس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحسيس القطاعين العام والخاص بتأثير الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
أما برنامج "المقاولات الإيكولوجية"٬ الذي يروم تشجيع المقاولات على اعتماد سياسة بيئية٬ فقد حقق عدة إنجازات لتعزيز الإنتاج النظيف والتدبير الجيد للبيئة.
ومكن برنامج المدارس الايكولوجية الذي تنخرط فيه حاليا 446 مدرسة ابتدائية٬ بدوره من إرساء قواعد تعليمية مرتبطة بالمحافظة على البيئة. ويمضي تعميمه في الاتجاه الصحيح حيث حصلت 18 مدرسة على شارة اللواء الأخضر في 2012.
من جهة أخرى٬ تم توقيع اتفاقية شراكة جديدة بين المؤسسة ووزارة التربية الوطنية لمواصلة وتطوير برنامج "الصحافيون الشباب من أجل البيئة" الذي احتفل بعشريته الأولى ويحث شباب الثانويات التأهيلية من 12 إلى 18 سنة على إنجاز تحقيقات بتأطير من أساتذتهم حول موضوع يرتبط بالبيئة القريبة منهم (النفايات٬ الماء٬ الطاقة٬ الفلاحة٬ المدن٬ الساحل والتنوع البيولوجي).
ويمثل برنامج "المفتاح الأخضر" محورا آخر في عمل المؤسسة يخول تطوير صناعة سياحية خضراء. ورغبة منها في الانخراط في تنمية السياحة المسؤولة وبالخصوص توفير استراتيجية تتماشى ورؤية 2020 للسياحة٬ حددت المؤسسة٬ بدعم من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والجمعية المغربية للهندسة السياحية والمكتب الوطني المغربي للسياحة٬ عددا من التوجهات٬ منها التحسيس والإشادة بالمنعشين السياحيين الذين أرسوا مقاربة للتدبير البيئي٬ وتحسيس وتربية السياح من أجل تدبير جيد للموارد ومراعاة هشاشة النظم البيئية خلال إجازاتهم والنهوض بالسياحة القروية والسياحة البيئية.
ويعرف منح لواء المفتاح الأخضر انتشارا أوسع على المستوى الوطني عبر إدماج مختلف المؤسسات السياحية.
وتتابع المؤسسة تفعيل البرنامج٬ الذي يدعمه المكتب الوطني المغربي للسياحة عبر القيام بزيارات وإنجاز افتحاص من طرف خبرة خارجية٬ حيث حصلت 60 مؤسسة على لواء المفتاح الأخضر سنة 2011.
كما تواكب المؤسسة الفنادق السياحية عبر إحداث بوابة المفتاح الأخضر الالكترونية للإعلام والتواصل والموجهة لمهنيي السياحة وعموم المواطنين.
وفي إطار برنامج "حماية وتنمية واحة النخيل بمراكش"٬ ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء يوم 3 دجنبر 2011 بمراكش اجتماعا لدراسة حصيلة منجزات المرحلة الأولى من البرنامج٬ قدمت فيه مختلف المنجزات الأساسية والمحاور والتوجيهات الاستراتيجية التي ستواكب مستقبلا حماية وتنمية واحة النخيل.
وتم حتى اليوم غرس 480 ألف و935 نخلة٬ بما يفوق 430 ألف نخلة التي كانت مقررة.
كما تمت تقوية إنجاز برامج التحسيس والتربية على البيئة (برنامج المدارس الإيكولوجية وبرنامج المفتاح الأخضر٬ وبرنامج التعويض الطوعي للكربون٬ وإنجاز الممر البيداغوجي وإشراك النسيج الجمعوي المحلي)٬ بغية تلقين ثقافة المحافظة على الموارد البيئية للنخيل.
من جهة أخرى٬ شهدت سنة 2011 أيضا الانتهاء من إنجاز دراسة حول مشروع تثمين مياه الصرف الصحي المعالجة بمدينة مراكش لسقي واحة النخيل٬ وهو المشروع الذي يوجد في طور الانتهاء من طرف ولاية مراكش من أجل تنفيذ خلاصات الدراسة.
من جانب آخر٬ أصبحت الحدائق العجيبة لبوقنادل مكانا مؤهلا للتربية على البيئة والتحسيس بفضل إنجاز الممر البيداغوجي الذي ساعد الزوار على التعلم والتوعية٬ في إطار استثنائي وترفيهي٬ حول رهانات ودور التنوع البيولوجي في التنمية البشرية وأهمية الحفاظ على موروثنا الطبيعي.
ويتكون هذا المسار من خمس حلقات بيئية حول مواضيع التنوع البيولوجي النفايات التدوير٬ الغابة والمحافظة على التربة٬ الماء منبع الحياة٬ والحديقة الإيكولوجية.
وقد حصل هذا المشروع الرائد على جائزة "غرين آبل"٬ مما سيساعد على تعزيز ونقل هذه الأنشطة البيداغوجية إلى فضاءات أخرى عبر التراب الوطني.