وأعرب جلالة الملك في هذه البرقية لسمو الأمير نايف بن عبد العزيز عن أصدق مشاعر التبريك، بمناسبة اختيار سموه، عن جدارة واستحقاق، وليا لعهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرا للداخلية، من قبل أخ جلالته الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله.
ومما جاء في هذه البرقية، "وإذ نعرب لسموكم عن خالص عبارات التهاني على هذه الثقة الغالية، التي أنتم أهل لها; فإننا واثقون، بأنه بفضل ما عهدناه فيكم، وما هو مشهود لكم به من تحل بخصال رجل الدولة الكبير، وما أبنتم عنه في مختلف المسؤوليات والمهام السامية والجسيمة التي تقلدتموها، من أمانة واقتدار، وحكمة وحنكة، وما تتحلون به من مكارم الأخلاق وشيم الشهامة والحزم والوفاء، والغيرة الصادقة على سيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى أمنها واستقرارها وازدهارها; فإن التوفيق سيكون، بعون الله، حليفكم في النهوض بمهامكم السامية الجديدة، في ظل القيادة الحكيمة لأخينا الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، رعاه الله".
واستحضر جلالة الملك، بهذه المناسبة المتميزة، بكل اعتزاز ما يجمع جلالته بسمو الأمير نايف شخصيا، وما يجمع سموه ببلده الثاني، المغرب، من وشائج الأخوة الصادقة والمحبة الخالصة، والتقدير المتبادل، وما يشد المملكتين الشقيقتين المغربية والسعودية، من روابط الأخوة العربية الإسلامية، والتضامن الوثيق، والتعاون المثمر، والتفاهم الموصول، إن على مستوى القيادتين السعودية والمغربية، أو على مستوى الأسرتين الملكيتين، أو على مستوى الشعبين الشقيقين، اللذين تربطهما عهود من التآخي والوفاء، لا انفصام لها.
وأضاف جلالة الملك أن هذه العلاقات الثنائية العريقة والمتجذرة في عمق التاريخ، تميزت على الدوام بالرسوخ والتطور إلى ما هو أرقى وأفضل، منطلقها انسجام المواقف في نصرة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية، في دعم السلام والوئام، ومحاربة التطرف والإرهاب، ومناصرة التعايش بين الحضارات، والتعاون المثمر، والتضامن الفاعل، لما فيه صالح تنمية ووحدة البلدين والشعبين الشقيقين.
كما أكد حرص جلالته على أن تظل المملكتين المغربية والسعودية كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، وعلى توثيق علاقاتهما الاستراتيجية، لما فيه أمنهما واستقرارهما وتقدمهما.
وجدد جلالة الملك في ختام هذه البرقية لسمو الأمير نايف بن عبد العزيز عبارات التهاني ومشاعر الاعتزاز والتقدير، "التي تجمعنا شخصيا وبلدينا الشقيقين، فإني أسأل العلي القدير، ببركات هذا الشهر الحرام، أن يمتعكم وأسرتكم الجليلة، بموفور الصحة والعافية، وطول العمر وسابغ الصحة، ودوام السداد والتوفيق في مهامكم العليا، وأن يحفظكم عضدا وفيا لأخينا الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، تشدون أزره في قيادته الحكيمة للمملكة العربية السعودية، على درب تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، وتحصين السيادة والاستقرار، وتمتين علاقات بلدينا النموذجية، ونصرة القضايا العادلة لأمتنا، وتوطيد الإشعاع الجهوي والعالمي لبلدكم الشقيق".